قد يكون وجودنا في جغرافيا هذا الوطن نتيجة حتمية تاريخية.. و قد يكون صدفة زواج آبائنا من أمهاتنا.. لكننا موجودون أحببنا أو كرهنا..
ما لأحد منّا فضل على الآخر.. فأن تكون غنوشيّا أو مشيشيّا او سعيديّا أو قرويّا موسيّا أو رحويّا أو حتىهماميّا أو مليكيّا أو مغزاويّا فهذا لا يعطيك أحقية و شرعية امتلاك مفاتيح البلد و طابعها لختم صك الغفران لهذا و منعه على ذاك.. كما نرى و نسمع من هذه الطبقة السياسية التي يتصور كل شقّ منها انه الوحيد الأوحد الأصلح الأنظف الأكفأ الأقدر على قيادة البلاد و إصلاح العباد..
كما يتصور أن ىمن يعارضونه ليسوا إلا الأفسد و الأخطر و الأتعس و الأشدّ كفرا و نفاقا و انتهازية و الأولى أن نتخلص منهم.. سياسيون يعانون من عقد التكبر و الكبرياء و الغرور و تضخّم الأنا.. فتحولت حواراتهم الى حوارات عقيمة لتبادل التهم حقاً و باطلا..
ليس المهم إيجاد حلول لمشاكل الوطن و المواطن بقدر ما يسعى كل طرف لوضع منافسه في الزاوية من أجل تسجيل هدف انتخابي.. كل سياسي يفكر في إرضاء قواعده فسقطوا جميعا في فخ الشعبوية الشعبية المتشعبة.. كلاعب أو مدرب أو مسؤول أخذ الميكرفون ليتكلم بمنطق متفرج من جماعة الفيراج..