لما غزا الحراس الأجانب بطولتنا و جاء تيزييه و أوستين و كادت تصبح حراسة المرمى لمنتخبنا نقطة ضعفه: فكر الساهرون على كرتنا في منع انتداب الحراس الأجانب.. لإعطاء الفرصة للتوانسة حتى يشاركوا و يخطئوا و يتعلموا.. و نتذكر الهفوات البدائية التي ارتكبها الواعر و البلبولي و حتى بن شريفية و التي أصبح هؤلاء بها و من خلالها أسود الشباك.. فمن لا بخطئ لا يتعلم..
اليوم تغير الحال و صارت حراسة المرمى من نقاط قوتنا: يكفي أن نذكر أن على ذمة الناخب الوطني فاروق بن مصطفى و معز بن شريفية و أيمن دحمان و بشير بن سعيد .. لكن مقابل هذا التأمين على الشباك برز مشكل ندرة المهاجم القناص حتى أن منتخبنا لعب ضد تنزانيا ذهابا و إيابا دون مهاجم كلاسيكي صريح.. و كأننا لعبنا كي لا ننهزم.. معولين على كرة طائشة أو ركنية أو مخالفة قريبة من مناطق جزاء المنافس..
و السبب أن بطولتما لم يعد فيها مهاجمون من طينة زبير بوغنية و منصف الخويني و سمير روان و المرحوم عقيد و منصف وادة.. فقط لأننا اعتمدنا على مهاجمين أجانب.. لأننا نبحث عن الجاهز.. و حتى عندما يبرز مشروع مهاجم تونسي سرعان ما يتراجع مردوده: فلا الخنيسي تطور و لا شواط حسن مردوده و لا الشماخي حافظ على مستواه الذي تكهنا به..
المعادلة صعبة: فلو قلنا لابد من تحجير انتداب المهاجمين الأجانب سيقول أحباء و مسيرو النوادي (و ما ذنب فرقنا لما تشارك في المسابقات القارية و العربية لما تجد أمامها منافسين مدججين بالمحترفين..؟؟) و لو قلنا: اعتمدوا على المهاجمين التوانسة حتى نصنع أمثال الخويني و بوغنية و موقو و ماضي و عقيد و وادة و آخرين.. سيقولون البقاء للأحسن و الأجدر و فرقنا لا تؤمن بالصبر و الحصاد المؤجل.. ليبقى الحل في إعادة إعطاء مراكز التكوين التي بدأت في فقدان بريقها.. و هذه وحدها تستحق ملفا..