جور نار

لا جديد في قمّة العرب … غير خذلان العرب !

نشرت

في

صفّق بعض الأغبياء من العرب طويلا لمخرجات وقرارات القمّة العربية بالجزائر…وخرج علينا بعض قادة العرب يزعمون إن هذه القمّة هي قمّة لمّ الشمل بامتياز…عن أي لمّ شمل يتحدثون؟ وهل وقع لمّ شمل العرب كما يتوهمون؟ إنهم وكعادتهم يكذبون…ولشعوبهم يخدعون…

<strong>محمد الأطرش<strong>

هل جاءت قمّة واحدة من قمم العرب “التافهة” بمنفعة للشعوب العربية؟ هل نفعت قرارات قمّة واحدة من قمم العرب بعض العرب؟ هل حقّقت قمّة واحدة من قمم العرب النصر لكل العرب؟ فالقمّة الأولى كانت في أنشاص بالإسكندرية سنة 1946 ودعا إليها الملك فاروق الأول وحضرتها الدول السبع المؤسسة للجامعة العربية: مصر ممثلة بــالملك فاروق الأول والأردن بالملك عبد الله الأول وثلاثة أمراء أولياء عهد السعودية واليمن والأمير عبد الإله الوصي على العرش العراقي، ولبنان ممثلة برئيسها بشارة الخوري، وسوريا ممثلة برئيسها شكري القوتلي…

لم يصدر عن هذه القمة أي بيان ختامي بل اكتفت بصياغة مجموعة من القرارات كان أهمّها مساعدة الشعوب العربية المستعمرة على نيل استقلالها واعتبار القضية الفلسطينية أهمّ القضايا العربية باعتبارها قطرا من الأقطار العربية، والتأكيد على ضرورة الوقوف أمام “الصهيونية” باعتبارها تمثل خطرا على كل الشعوب العربية وليس فلسطين فقط… كما دعت إلى وقف الهجرة اليهودية ومنع التفريط في الأراضي العربية إلى “اليهود الصهاينة” وضرورة العمل على استقلال فلسطين، كما اعتبرت القمّة أن أي سياسة عدوانية من الولايات الأمريكية وبريطانيا موجّهة ضدّ فلسطين هي بالأساس سياسة عدوانية ضدّ كافة الدول العربية…

كما أوصت القمّة بالدفاع عن فلسطين في صورة الاعتداء عليها، وشدّدت على ضرورة مساعدة الشعب العربي الفلسطيني بالمال وكل الوسائل الممكنة والمتاحة في معركته ضدّ اليهود الصهاينة، ودعت أيضا إلى وجوب حصول طرابلس الغرب على استقلالها والعمل على انهاض الشعوب العربية والارتقاء بمستواها الثقافي والمادي لتتمكّن من مواجهة أي اعتداء صهيوني في قادم السنوات…هكذا ختمت قمّة 1946 مؤتمرها…وهكذا تختتم كل القمم التي جمعت قادة العرب مؤتمراتها…نفس القرارات…نفس المفردات…نفس التوجهات…وإلى يومنا هذا والشعوب العربية تنتظر إنجازا واحدا يصفقون له لقادة لم يحقّقوا إنجازا واحدا لشعوبهم غير انتفاخ بطونهم…

المواطن العربي اليوم لم تعد تعنيه هذه القمم العربية ولا يهتمّ أصلا لما ستقرره فعن أي لمّ شمل يتحدثون…؟ فالعرب اليوم يهتمون لقمّة “الكلاسيكو” أكثر من اهتمامهم بقمّة الجزائر…والعرب اليوم يعرفون بنزيمة أكثر مما يعرفون تبّون وبقية القادة العرب…والعرب اليوم يهتمون بالملابس الداخلية لطليقة بروس ويليس ولا يهتمون لمن سيحضر قمّة الجزائر…فعلى من يكذب القادة العرب؟ على شعوبهم…أم على بعضهم البعض…أم هم سكارى وما هم بسكارى؟  مطالب العرب في قمّة انشاص هي نفسها مطالب العرب في قمّة الجزائر، فقط طرابلس الغرب نالت استقلالها منذ عشرات السنين واستعمرتها الفوضى من جديد بيد العرب…كل العرب…وسوريا غزاها تتار العرب…من كل بلاد العرب…والعراق خانها العرب …كل العرب…واليمن تحترق بصواريخ بعض العرب…

ألم يحن الوقت لإيقاف المسخرة… فعن أية جامعة عربية…وبأية قمّم عربية يفاخرون…وعن أي لمّ شمل يتحدثون…؟؟ فالعرب كما هم…فقراء…بعضهم مشرّد…وبعضهم الآخر يعاني الجهل والجوع والخصاصة …وبعضهم ينام سكرانا على عتبة خمارة في باريس ولندن بعد أن سلبته مومس شقراء ما غنمه من براميل نفط العرب…وبعضهم يحلم بدفء حضن شقراء من أوكرانيا… كلهم كذبوا على العرب…من عبد الناصر إلى صدّام…وصولا إلى من حضروا قمّة الجزائر…جميعهم لم يهتمّوا بما ينفع العرب…كل العرب… جميعهم لا محل لهم من الإعراب…وجميعهم خارج سياق وحركة التاريخ …

يفاخرون بإعادة الروح للقضية الفلسطينية…وهم من طعنها في الظهر…فمنذ متى عاد الموتى للحياة…لن تعود فلسطين لأنكم لا تريدونها أن تعود…لأنكم تقتاتون من أوجاعها ومن مأساتها…فإن انتهت مأساتها…انتهيتم…لن تعود فلسطين إليكم…ففي صنعاء يموت إخوتنا…وفي حلب تسيل الدماء…وفي طرابلس يتقاتل الإخوة…وفي بيروت لا شيء يبشّر بخير…وفي كل دول العرب أحزاب بأسماء بعض قادة العرب…يطعنون إخوتهم باسم زعماء العرب…أيدري قادة العرب أننا نحتاج اليوم فقط إلى من يجيدون الطعن من الأمام…فظهورنا مخصصة للإخوة وأقرباء النسب… من العرب…

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version