جور نار

لا عاش في تونس من خانها

نشرت

في

Tunisian farmers Naziha MaaroufiL 50 and Latifa Bouslimi R 48 work in a pea field on December 20 2018 in Tunisias northwestern province of Jendouba about 185 kilometres west of the capital Tunis Like most of the Muslim world Tunisias inheritance laws mean men get double what women receive in accordance with the Koran but a law that will soon be discussed in committee before being submitted to parliament proposes that men and women inherit equal shares with few exceptions unleashing passionate debate and re opening divisions on the place of religion in Tunisian society all against a tense pre election backdrop Photo by FETHI BELAID AFP Photo credit should read FETHI BELAIDAFP via Getty Images

غادرت عقارب الزمن مند ساعات قليلة سنة عليلة ثقيلة مرهقة ..وعلى جبلتنا المتسامحة تركناها تستجمع أشياءها دونما أسف و كلنا تأهب لتطهير الزمن الذي احتلته من رواسبها متهافتين على استقبال فجر مختلف . و أكاد اجزم أن ما أخطه في هذا الحيز لا أملك منه إلا شرف المبادرة لأنك حين تناجي أمك فإنك تعرف أن لك إخوة قد شاركوك السكن في رحمها و الارتواء من حليب حنانها و مَن غيرها تونس بوسعها أن تدعي هذا الفضل العظيم !

<strong>محمد الواد<strong>

أكتب هذه الكلمات و في وجداني صورة جندي مرابط بين كفن و بندقية، يحرس أمه من غدر أي لئيم … و صورة فلاح يسابق نور الفجر من أجل إخصاب الأديم و انتظار ربيع الحياة ينمو على مهل … و صورة طالب علم و معرفة يصارع الأرق و الإرهاق من أجل زغردة من أمه التي آمنت به و بنجاحه … صور كثيرة قد تتراءى لنا في هده الساعات لترسم خارطة أمل على مقاس تونس علها تنسى حدادها و تجدد بهاءها و ترسل شعرها كما الأنثى المنعتقة من جحود سجانيها و معذبيها …

الآن لم يعد بوسعنا نحن من يدعون الولاء للأم العظيمة أن نبقى على حياد أو أن نهادن الظالمين طمعا في توبتهم …أمكم يا أبناء تونس الأصيلين تئن و ليس لها أولاد غيركم فأي شرف أن تختصموا و تتنازعوا و أمكم مكبلة بلا ماء و يكاد ينزع عنها الشرف، أهذا ما تنتظرون؟؟ تأكروا ما فعل الاجداد عندما غمرتهم الظلمة ألم يتركوا الغالي و النفيس و انتشروا في الأرض يبحثون عن الأفاعي لدحر شرورها عن الوطن؟؟ نحن اليوم في نفس الحال و إن تغير الزمن و لكل من يفتح شدقيه ليقول ماذا أعطتني تونس سنقول اغرُبْ و انسحبْ فالعقوق ليس من شيم النبلاء و أوسمة الشرف ليست ملاعق لإطعام الكسالى و ناكري المعروف و الهاربين من تحمل أمانة الشهداء …

و لكل من له أم أخرى غير تونس نقول تنحّ و اذهب إلى أمك أو إلى أي جحيم آخر فالطهر عندنا لا يكتسب بالوكالة و العمالة … و لكل مقامر مغامر مراهن بما ورث الشعب من أسلافه نقول إن كازينو الشعبوية و العنتريات السخيفة لا يخلف إلا خراب البيت و تهجير ساكنيه إلى حيث المذلة و الاستجداء … و لكل من استهواه انحرافه لابتزاز عرق الكادحين و الانقضاض على الغنائم كوحش كاسر ، نقول إن عيون الأسُود لم تغفل عنكم كما تتوهمون و أن الاسود لم تنم و ويلكم يوم يواجهونكم بسؤال الملكين من أين لكم هذا؟؟

أنا واثق من أن من يقرأ هذه السطور و يعرف من تكون أمه لن يبخل على الزمن بفعل يجذر هويته و انتماءه، و يصرخ لا تحزني يا تونس فلك من الأبناء الشرعيين و الشرعيات من لا يسمح بمزيد إذلالك … توقعي منهم هبّة المنقذ و المنجد، لأن أفضالك علينا عظيمة و ليس لنا عليك من فضل، و متى كان للإبن البار فضل على من يعيش بنورها …

كل عام وتونس بخير قولا و فعلا ومن لم يعجبه الكلام فليشرب من ماء البحر…..و لا عاش في تونس من خانها ولا عاش من ليس من جندها …

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version