كم أنت مبهر يا فخامة النائب المحترم … و هل نملك غير أن نرفع إلى سموّك آيات الإكبار و الإعجاب ؟
كيف لا و أنت من رفع عقيرته بالصياح عمّن تسميهم أهالينا و المهمشين و المعطلين عن العمل … عن ذوي الاحتياجات الخصوصية و عمّن حرم من مناهج التعليم و أنت المؤمّن الأمين عليها ǃ
ثق جناب النائب أننا سنكون طوع أوامرك السامية و سنهبّ هبّة الرجل الواحد لتكديس العجلات المطاطية و لرجم مؤسسات و رجال الدولة … الفاسدة ǃ
أيعقل يا جناب النائب أن نتخلف عن رد الجميل و أنت المخدوع بعقوق الحكومات؟
يا للوقاحة ǃ حكومة تصنعها بأناملك الطاهرة فتتمرّد على جنابك ǃ
أيّ زمن هذا يا ضمير الأمّة و ناصر المستضعفين؟
أبدًا … لسنا ناكري جميل
فهل ننسى أنك خاطبتنا بع النصر و بوجهك الشاحب آنذاك واعدا بالفردوس ǃ و هل سننكر أن وجهك لم يعد شاحبا و أنك الآن … في الفردوس؟
تبّا لمن حرمنا ممّا تنعم به لكننا لن نسكت أبدًا
سنخرج يا جناب النائب إلى الشوارع و الساحات و سنلعن الحكومة و النشرة الجوية و التحكيم الظالم و ندعوهم جميعا إلى عدم حجب الشمس عن وجهك و بطنك المكتنزين عزّا و رخاء.
مهلك يا حضرة النائب فصحتك أعزّ ما نملك … فلا تصرخ و لا تغضب … لا تهدد بحرق البلاد فنحن فداك، بل ماذا تساوي البلاد كلّها أمام نفَس نعيم يستنشقه منخرك الكريم؟ إنجازاتك يا عظيم رجوم لكل أفّاك لئيم
رجوم لمن يزعم أن الزبدة و البيضة و علبة الطماطم و قارورة الزيت لم تعد تطالها أيادي الفقراء و غير الفقراء أيضا.
أي فئة هذه التي تزعم بأنك لم تكن سخيّا كريما؟ǃ
أولست أنت من فتح خزائن الدولة لتأخذ من أموال الكادحين و تعطيها للكسالى و الانتهازيين؟
أي فئة هذه التي تنكر عليك حربك الضروس على المهربين و المستكرشين و مروضي الثعابين؟
أولست من حفظ القضاء حتى كاد يسقط مغشيا عليه من فرط الاعتراف بجميلك و الخجل من سخائك العارم.
فمن يلوم الصائدون في الماء العكر أولم تبلغهم حكمة … اللوم بعد القضاء … العادل … بدعة؟ǃ
تبّا لهمǃ يتهمونك يا جناب النائب بأنك وظّفت الدولة لمصالحك تبّا لهم … إنهم كَذَبة لم ينصفوك و لو كانوا صادقين لاعترفوا لك بالفضل … الفضل في تحرير كرمستان من ربقة الدولة المستبدّة … الفضل في كسر شوكة الدولة عندما حرمتها من الفوسفات و البترول …
سر يا جناب النائب فبشرى الخراب اقتربت …
ثم ابشر فحتى الحبر سيفقد قريبا كما الدواء … ساعتها لن يجد الناخب ما يصبغ به إصبعه … و عندها فقط سنستخضر جميعا أن في رقبتنا بيعة … و هل لنا غيرك نبايعه يا ذا الجناب ؟ǃ