جور نار

“للّة البيّة” وحملها الكاذب… و”الزرير” الموعود المفقود…

نشرت

في

130+ Dessin Femme Enceinte Profil Photos taleaux et images

تزوج بودبوس من بيّة سنة 1987 سنة وعاشا معا سنوات سعيدة مليئة بالافراح والنجاحات والأزمات أيضا وأنجبا العديد من الأبناء اسمياهم استقرار وهو الولد البكر، وهيبة وهي البنت الكبرى، ودولة وهي البنت الوسطى، وتحوّل وهو الابن الأوسط، وأمان وهو أصغر الأبناء…

<strong>محمد الأطرش<strong>

وفي سنة 2008 اشتدت الأزمة بينهما وكان بودبوس يأمل ان يسعد بمولود آخر يدعم روابط الاسرة ويسعد العائلة الكبرى ويحميها من التفكك…ورغم علمه بأن بيّة قد لا تنجب له ما يريد في سنّ متأخرة كان يتمنى المسكين أن تنجب له ولدا أو بنتا تسعده وتدخل الفرحة والسعادة إلى بيته والبيت الكبير للعائلة…انتظر طويلا…زار كل الأطباء …عانت بيّة من كل أمراض النساء…وزارت كل المختصين في العقم والانجاب…خلال شهر ديسمبر من سنة 2010 تنفست بيّة وبودبوس الصعداء بعد أن أعلمهم الدكتور المشرف على حالة بيّة وهو مختص في العقم والانجاب بأن هذه الأخيرة حامل وعليها ان تلتزم بما أمرها به الطبيب…وأن تبتعد عن الإرهاق الكبير حتى لا تعرّض حملها إلى خطر الاسقاط أو الاجهاض…خاصة أنه يعلم بأن في عائلة بودبوس هناك الكثير من الحالات التي عانت من اضطراب وراثي أو عيب خِلقي…

بعد مضي حوالي الشهر شعرت بيّة بأوجاع في عنق الرحم وتوترات أسفل البطن تطورت إلى نزيف حاد وهي في مراحل الحمل الأولى… استنجد بودبوس ببعض الأصدقاء ونصحوه بالعديد من الأطباء لكن الأمر تطوّر إلى الإجهاض وأجهضت بيّة ليلة الخامس عشر من جانفي وعاش بودبوس وبيّة أحلك فترات زواجهما…لم يدم الأمر كثيرا …وقرر بودبوس الانفصال عن بيّة بعد أن أخفقت في اسعاده بطفل جديد يحمل اسمه واسم عائلته…

واصلت بيّة العلاج بعد انفصالها من بودبوس وتزوجت توفيق خلال شهر فيفري من سنة 2011 بعد حوالي السنة من العلاج وزيارة الأطباء نزلت البشرى على توفيق الزوج الجديد لبيّة وتأكد من حملها خلال شهر أكتوبر من سنة 2011 فنصحه الأطباء بملازمة الحذر كل الحذر حتى موعد ولادتها…حاول توفيق الالتزام بنصائح وتوجيهات الأطباء لكنه عاش ويلات الشك والحيرة فبطن بيّة لم تنتفخ بما تحمله…ولم ينقطع الطمث عنها…احتار توفيق في الأمر وتأزمت بيّة نفسيا وبدأت تعاني من اكتئاب حاد جعلها تعيش ولمدّة تجاوزت السنة بشهر أو يزيد هبوطا حادا في كل أعضائها …ووصل الأمر إلى عدم القدرة على التنفس والمشي …والانقطاع التام عن الطعام في الكثير من الأحيان…نصح أحد أصدقاء توفيق بطبيب مختصّ من بلد شقيق…

عرض توفيق زوجته بيّة على هذا الطبيب خلال الأسبوع الأول من شهر فيفري سنة 2013 ويومها اعلمه بالخبر المفزع والموجع فقد ثبت من خلال التحاليل والصور والاشعة التي أجرتها بيّة أن الجنين الذي في رحمها ميت وانه علىها الخضوع إلى عملية جراحية والتخلّص من الجنين الميّت قبل فوات الأوان…عاشت بيّة أياما رهيبة من الألم والحسرة والوجع…وكادت تفقد سيطرتها على العديد من حواسها وكانت تجنّ وتدخل في دوامة أخطر من فقدانها لجنينها…لكن توفيق وبمساعدة بعض الأصدقاء القدامى وكبار عائلة بيّة نجحوا في إخراجها مما هي فيه وأعادوها إلى نسق حياة شبه عادي رغم بعض الاوجاع التي تزورها بين الفينة والأخرى…بعد ثلاثة اشهر من تلك الحادثة واكتشاف الجنين الميّت أعاد توفيق وبيّة محاولة الانجاب ونجح هذه المرّة توفيق في توفير كل الظروف النفسية والصحية لتحمل بيّة بصغيرها وتصل به إلى موعد الولادة في حالة صحية جيّدة…

نجحت بيّة في الحفاظ على جنينها حتى دخول شهر جويلية ووصولا إلى صباح يوم 25 جويلية من ذلك الشهر يومها أحسّت بيّة بأوجاع …وبألم شديد يمزّق أسفل بطنها…أسرع توفيق الذي كان خارج المنزل بنقل بيّة إلى أقرب مصحّة نساء، وهناك أعلموه أن بيّة اسقطت الجنين ميتا وأنهم وهذا الأهمّ نجحوا في انقاذها من تبعات ما حصل لها…

نصح الأطباء توفيق وبيّة بالتريّث وعدم التسرّع في محاولة أخرى للإنجاب قبل سنة على الأقل وتحت رعاية طبيب مختصّ اشرف على متابعة حالتها لمدّة سنة أو يزيد…كان الأمر كذلك حتى شهر أكتوبر من سنة 2014 حين أحست بيّة بأوجاع في اسفل بطنها فأخذها توفيق إلى أول مصحة لأمراض النساء فأعلموه أن بيّة حامل وأن الجنين بحالة صحيّة جيدة حسب تشخيص الطبيب المباشر لحالتها…أسعد الخبر بيّة وتوفيق وبقية أفراد العائلة …واستبشر الجميع خيرا بما سيأتي وتمنوا جميعا كل التوفيق لبيّة في انجاب مولود يعيد السعادة إلى والديه وكافة أفراد العائلة، خاصة أن توفيق فكّر عديد المرّات في الطلاق والبحث عن زوجة أخرى قادرة على ان تسعده بمولود أو أكثر يدخل الفرح إلى بيته وبيت عائلته…

بعد شهرين ونصف من اعلامهما بحمل بيّة أخذ توفيق زوجته وقصد احدى المصحات المختصّة في التصوير بالأشعة للتأكد من سلامة الجنين خاصة وأن بيّة التزمت بكل توصيات الدكاترة خوفا من أن يتعرّض الجنين إلى ما يعرضه لخطر الاسقاط أو الإجهاض…بعد حصة التصوير الأولى لم يتمكّن الطبيب من التأكد من الوضع الطبيعي للجنين فأرجا الأمر إلى موعد لاحق بعد شهر من الموعد الأول…وفي الموعد الثاني وبعد أن اجتمع الطبيب المختصّ مع كامل فريقه المصاحب والمساعد لدراسة الصور والتحاليل التي أجريت لبيّة …انفرد الطبيب بتوفيق ليعلمه بالخبر الموجع وربما الأسوأ الذي قد يسمعه توفيق في حياته، فقد ثبت للطبيب ومن معه من مساعدين أن حمل بيّة كان كاذبا وأن التشخيص كان خاطئا…صدم توفيق للأمر…وفقد وعيه…

علمت بيّة بالأمر فدخلت مرحلة خطيرة من الهستيريا نزفت خلالها العشرات من المرّات…وفقدت الكثير من دمها على مدى أكثر من اربع سنوات…علم أحد أقارب بيّة بأمرها ومعاناتها فأشار عليها بأن تخضع توفيق للتحاليل فقد يكون الخطأ منه وليس منها…وكان الأمر كذلك وكانت المفاجأة التي قلبت كل الأوضاع وكل الأمور…فقد ثبت بعد إجراء تحاليل كاملة وشاملة على توفيق مصاب بمرض افقده القدرة على الانجاب وانه يعاني من العقم ولا سبيل ان ينجب أبدا بالطريقة الطبيعية…

أحس توفيق بالوجع وقرر مصارحة بيّة بما يجول بخاطره وأعلمها بانه من حقّها ان تطلب الطلاق في صورة تمسكها بحقّها في الانجاب وأنه لن يغضب منها ولن يقاطعها إن طلبت الطلاق…وعرض عليها محاولة الانجاب عن طريق عملية طفل الانبوب، استشارت بيّة وتوفيق بعض الأخصائيين عن العملية فأعلمهم الطبيب بعد معاينة تحاليل توفيق التي جلبها معه، أنه من المستحيل ان يرزق توفيق بطفل فهو يعاني من عقم غير قابل للعلاج…

قررت بيّة طلب الطلاق وكان لها ذلك خلال شهر جويلية 2019 …وبعد أربعة أشهر من إعلان الطلاق تقدّم رجل اسمه عمر لخطبة بيّة فوافقت على الفور خاصة أنها تريد أن تشعر من جديد بإحساس وشعور الأمومة الذي عاشت بهما لعشرات السنين بعد تأكدها أنها قادرة على الانجاب من جديد ولا تعاني من العقم…وحدد يوم الزفاف ودخلت بيّة بيت زوجها الجديد عمر قبل موفى سنة 2019 وكانت سعيدة بهذه الزيجة رغم ما عانته من أوجاع في محاولاتها السابقة حين كانت زوجة توفيق …وكان عمر سعيدا بها وبما قد يحققانه معا…ووعدها بأن يعتني جيدا بها وبأولادها رغم أنهم ليسوا من صلبه…وسيعاملهم جميعا كأبنائه…وسيكون عادلا بينهم وبين أبنائه…

أحست بيّة بعد سنة ونصف من زواجها من عمر بأوجاع في أسفل بطنها وانقطع عنها الطمث لفترة تجاوزت الشهرين فأعلمت طبيبها المباشر والمشرف على حالتها فأمرها بإجراء كل التحاليل اللازمة ففعلت…ولم ينجح الطبيب في تشخيص ما تعانيه بيّة…وتعكرت حالتها…انتفاخ في البطن ونقص العديد من الفيتامينات…وقصور في بعض وظائف الكلى والكبد والقلب وعدم القدرة على المشي لمسافات طويلة…وبعد نصف سنة من معاناة التحاليل والتصوير بالأشعة أعلن الطبيب المباشر ان حمل بيّة كان كاذبا…فبكت بيّة طويلا…رغم مواساة أبنائها من بودبوس واهتمامهم الكبير بأمرها…فقررت أن تحاول الانجاب مرّة أخرى بعد سنة من اليوم…

هذه قصّة “للّة البيّة” كما رواها لي أحد أبنائها…فهل تنجح بيّة في تخطّي اوجاعها وهمومها ونسيان ما مرّت به من ألم ومعاناة في قادم السنوات وتشفى مما أصابها لتحتضن جميع أبنائها كما كانت ومن جديد…وقد تنجب من جديد ونسعد جميعا ونتمتع بالبسيسة والزرير…والخير الوفير…؟؟

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version