فُرن نار

لماذا الإسراع في نشر خارطة الطريق؟

نشرت

في

تواردت التصريحات و التساؤلات المتعددة بعد يومين فقط من قرارات رئيس الجمهورية قيس سعيد و التي اثرت تاثيرا إيجابيا كبيرا على ردود فعل الشعب التونسي، سواء صدرت عن جهات وطنية أو خارجية، وهي تساؤلات مشروعة، لتوضيح مسار ما بعد القرارات الهامة جدا، و خاصة لاجتناب تعرض هذه القرارات لحملات التاويل سواء كانت مشروعة أم مغرضة ..

<strong>محمد الزمزاري<strong>

وفي نظرنا، على رئيس الجمهورية. الاسراع بكلمة طمانة للشعب التونسي بكل شرائحه و توجهاته و منظماته حول عديد المتطلبات الأساسية و الاركان التي سيتم اعتمادها ضمن خارطة الطريق لعل من اهمها دعم الحريات الفردية والجماعية، و حرية الرأي و الصحافة، و احترام فصول الدستور و الديمقراطية بالبلاد، ودعم الأمن الجمهوري … وكذلك، ضرورة التعريج على مقاومة الفساد و ضمان قضاء عادل لا تشوبه شائبة و مساءلة المستكرشين، و العمل على نرسيخ اسس عدالة اجتماعية وفرض دولة القانون و المؤسسات.

لرئيس الدولة دستوريا شهر واحد لتعيين رئيس حكومة جديد و للموافقة على اعضاء تلك الحكومة. كما هو مطالب باتخاذ الاجراءات التي تفرضها قراراته حول قطاع القضاء و كشف الغطاء عن القضايا المهمة النائمة بالرفوف لغاية في نفس يعقوب، ومحاكمة كل من ثبتت اساءته لهذا الوطن … و أيضا طرح الحلول حول نشاط السلطة التشريعية المجمدة و هل بالإمكان الذهاب إلى استفتاء شعبي حول حلها ..

وعموما، يستوجب الأمر من قيس سعيد توضيح مواقفه من تصويب مسار ثورة نهشتها الذئاب على مدى اكثر من عشر سنوات … كل هذه المتطلبات العاجلة قد يتم اتخاذها في جو من الانتظار من لدن عديد المنظمات ومن معارضة شديدة من طرف حركة النهضة التي تتوزع ردود فعلها. بين ثلاثة اتجاهات:

اولا : موقف براغماتي لبعض القيادات التي تقر بفشل النهضة و مسارها الذي أدى الى هذا الوضع المنتظر (سمير ديلو).

موقف ممزوج بالمرونة والتنديد والتهديد يتبناه الغنوشي و البحيري و علي العريض.

موقف محترز يعتبر ان الرئيس قد خرق الدستور و لكن أمامه شهر كامل لمراجعة قراراته ! (عبد اللطيف المكي) ..

و من الملاحظ أننا لم نسمع صوتا لعبد الكريم الهاروني، رئيس مجلس شورى النهضة، الذي استفزّ الشعب التونسي منذ أسبوعين بمطالبته الحكومة بمبلغ 3000 مليار كدفعة جديدة من “التعويضات” توزع كغنائم على أنصار حزبه قبل 25 جويلية، كما أنذرها بذلك … و هو ما انتفض عليه المواطنون الذين اعتبروه شكلا من أشكال الابتزاز و طورا من أطوار الاستيلاء على أموال الدولة و الشعب.

ومن ناحية أخرى، شهدت قرارات الرئيس قيس سعيد دعما سريعا من الشقيقتين الجزائر و المغرب الذي استقبل الرئيس مبعوثيهما اليوم .. و قد تجلت الصورة الصحيحة لتفرز مدى ابتهاج الشعب بالقرارات الرئاسية و مدى رفضه لمنظومة الفشل التي ضغطت على انفاسه منذ عشر سنوات و اكثر

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version