تابعنا على

أيّ نار !

“لن يبخس الحرير حتى يمسح به غنج الطناجر” (مثل شعبي)

نشرت

في

الفنان الكبير عبد القادر مقداد غائب حاضر في مشهدنا الثقافي الذي يواصل جاهدا مغالبة التعويم والتسطيح والتتفيه والتقزيم ,و مع هذا فهو كثيرا ما يغرق في التعاسة والإسفاف فيطفو أحيانا ويغطس في القاع أحايين ويبقى الأمل بين ضعفه وقوته دافعا لنا حتى لا نيأس ولا نلقي المنديل فيتحقق غرض التطاول والتطاوس لأقزام وأشباه- أشباه كل شيء- وهم في الأصل لاشيء,,,

<strong>نبيل بن زكري<strong>

الكبير عبد القادر مقداد تركها لهم واسعة وعريضة منذ عشرية كاملة وكأنه يقول لهم :” ارتعوا , انتهكوا, حطموا ما بنته الرجال , فـ “كيف كانت العين صافية ,شربنا منها وروينا, وكي ادردرت خليناها لغسيل ساقينا ” فهزلت حتى سامها كل مفلس… وكان اختيار الحل الذي وان كنا لا نرتضيه له ولنا ,فانه كان حلا كفيلا بحفظ كرامة الرجل ولملمة كبرياء الفنان والإنسان ,وتضميد جراح أحدثتها قردة قفزت في غفلة من الأسد فنهشت وعضت وطالت الليث, ولكنها ظلت بذاكرتها القصيرة وخواء تفكيرها تقفز وتولول ولا تحقق شيئا…

عبد القادر مقداد الفارس القفصي الأصيل والفنان المسرحي, بل هو واحد من أهم الأسماء على الساحة المسرحية في تونس يحمل تاريخا ومسيرة منذ بداياته في مرحلة التعليم الابتدائي وتشهد أعمال “حادث المقهى” و”غرام يزيد” على ميلاد نجم كبير في سنوات الستينات متوجة بالتحاقه سنة 1969 بالمعهد العالي للفن المسرحي مكللة بالديبلوم الذي خول له السفر إلى فرنسا لمزيد من التحصيل ,ثم إجراء تربصات في عواصم المسرح العالمي في أوروبا وتحديدا ببلغاريا وايطاليا وبلجيكا ثم روسيا , لنصل إلى أهم المحطات في مسيرته الفنية بميلاد الفرقة المسرحية القارة بقفصة المسماة “مسرح الجنوب”1972 تحت إدارة محمد رجاء فرحات ومشاركة رجالات خلدت الاركاح أسماءهم مثل محمد ادريس والفاضلين الجزيري والجعايبي ورؤوف بن عمر وجليلة بكار وفرحات يامون .

وكانت باكورة الأعمال مسرحية “جحا والشرق الحائر” ليأتي بعدها الجيل الثاني من ابناء قفصة كلطيفة القفصي و منصف البلدي ومحمد الساسي القطاري وحمزة داود … وبين فرقة مسرح الجنوب مع ادارة عبدالقادر مقداد 1975 وصولا الى مركز الفنون الدرامية والركحية بقفصة مسيرة طويلة نتاجها اعمال خالدة تبدا بشخصية “حمة الجريدي” ثم اعمال “البرني و العتراء” و” فيران الداموس” و”صاحب الكلام” و”عمار بوالزور” و”السوق” و “المجنون رقم7″ و” جواب مسوقر” و”كلاب فوق السطوح” و “احبك يا شعب” و”عبدالجبار حل الكتاب”,..

اعمال جعلت صورة الفرقة المسرحية صورة منحوتة في وجدان الجمهور وفي الذاكرة المسرحية التونسية ويضيف لها الكبير مقداد إطلالات سينمائية وتلفزيونية في أعمال “حبوني وادللت” لصلاح الدين الصيد و”الدوار” لعبدالقادر الجربي,,, مسيرة عمل وعطاء طويلة إبداعا وتسييرا لم تخل من قسوة وعناء وتعب وإجهاد في إطار جعلت المسرحيين يتعاملون فيه مع الجانب المادي كمعطى ثانوي على رأي المبدعة جليلة بكار في قفصه التي علمت المسرحيين الإبداع دون إمكانيات، وجعلت من المسرح فخرا يعري العيوب وينقد الواقع نقدا لاذعا، ويحول وطأة النقد إلى ضحك غير مبتذل مع ارتباط بالواقع والالتزام بقضايا الشعب في أزمنة صعبة فيها الضغط والخوف وقمع حرية التعبير والرقابة المجحفة,,,

عبد القادر مقداد غاب أو بالأحرى تم دفعه إلى رمي سلاحه في وقت مازالت ساحة المسرح فيه في حاجة إلى الفارس ولكن نحن هكذا للأسف نقتل مبدعينا ونجهض تجاربهم بحجج واهية وتعلات مرضية وبخيالات مريضة نتوهم ونتخيل ونطيح بكل مقومات الاحترام ونبدع في كيل التهم وإلصاق الأكاذيب بالشرفاء في بلدي ثم ماذا بعد ذلك هل ملأتم الفراغ؟هل قدمتم البديل؟ هل تقدمتم إلى الأمام؟هل حافظتم على الأقل على ما تحقق آنفا؟ ؟ بل ويزيد الطين بلة وأنا أفكر في كتابة هذا المقال إشاعة فيسبوكية مشبوهة تطلق هذه الأيام حول وفاة الرجل – أطال الله في عمره – ,فهل لا يزال وجوده فاعلا أو مغيبا يقلقكم ويزعجكم إلى هذا الحد؟

أملي هو أن لا يلتفت الكبير إلى صغائر الأمور حتى لا يطاله الغبار, وما ارجوه هو أن يفكر مليا في انجاز شكل من أشكال التحرك واثبات الذات يريحه ويرضيه ويرضينا نحن من أحببناه وتعلمنا على يديه بالكوميديا والتراجيديا ومسيرته في الحياة … وليكن على يقين أن ” الحرير ” لم يرخص ولن يرخص حتى “يمسح به غنج الطناجر”

اليس كذلك؟

أكمل القراءة
انقر للتعليق

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أيّ نار !

جملة اعتراضية … تدعم الودّ ولا تفسد له قضية

نشرت

في

فرسان المباشر الجدد في الاذاعة الوطنية 1986 (1)” هو عنوان مقالي الذي صدر بجريدة “جلّنار” الاسبوع المنقضي … و إني إذ أسجل تفاعلكم مع محتواه و اقدّر سيل الذكريات الذي داعب ذاكرتكم، بل وأكاد احس بدمعات حرّى على وجنات البعض الاخر منكم، و أحترم كل التعليقات التي صدرت عنكم، وهو دليل على الاهتمام والتمحيص والقراءة المعمقة …فاني اجد من الفائدة ان اوضح بعض المسائل تفاديا للبس والانزلاقات التي قد تأخذنا اليها عوامل طول المدة واختلاف الروايات…

<strong>نبيل بن زكري<strong>

امّا عنّي انا، فكنت شاهدا على العصر مساهما فيه وأصر كل الاصرار على روايتي لأنها قطعة من وجداني عايشتها وأثّرتْ فيّ وأثرتُ فيها اليس كذلك؟ كتبت هذا المقال وأنا ادرك أهمية عملية التأريخ وخطورة التعامل معها، حيث ان التحري الصادق يبقى هو أساس المسألة … فأنا لا اكتب خواطري وانطباعاتي، بل أنا راصد أمين لأحداث جدّت في الواقع و وثّقها الزمن، وكاتب التاريخ أمين، يستند على التواريخ، وعلى تسلسل الأحداث، وكيف وقعت، ويحللها، و يفسّرها، ويراعي الربط بينها …

“فرسان المباشر الجدد في الاذاعة الوطنية 1986 (1)” مقال واضح من عنوانه، فمجال اهتمامه هو سنة 1986 وهو تاريخ مفصلي مهمّ، حيث تم فيه تقريبا للمرة الاولى اخضاع انتداب المنشطين الى مبدأ التناظر … وهذا يعني محاولة – و ان احتشمت- محاولة في دمقرطة عملية قبول عناصر جديدة، او هكذا قيل لنا مع ما كانت تشهده عمليات القبول السابقة من صعوبة وتشدد تصل الى إجراء ابحاث امنية تخص المترشح ,

إذ كثيرا ما كان الاقربون يحظون بالمعروف بحكم القرابة او التوصية، ونحن كثيرا ما حظينا بالوعود والتسويفات التي تختم بتأجيل عملية الانتداب من اصلها … وكثيرا ما التجأت الى الكتابة الصحفية منذ سن السادسة عشرة، فاحتضنتني جرائد مثل “الأنوار” و”البيان” وكفكفت دموعي جريدة “الأيام”، التي اشتكيت فيها من الغبن و ابواب الاذاعة الموصدة آنذاك.

وعليه فإنني ألوم بكل لطف وأدب مَن مر مرور الكرام بالعنوان، و لامني بلطف هو ايضا عن عدم الحديث عن القيدومة السيدة مليكة بن خامسة او عن اسماء اخرى هي موجودة قبل تلك الفترة … على انني سأعود إليها في مقالات قادمة بحول الله في اطار التحقيب اي وضع الوقائع و الأشخاص و منجزاتهم في سياق الحقب الزمنية و التاريخية.

لقد تعمدت التجريح في ذاكرتي تواضعا رغم تماسكها بفضل الله وبآلياتها ومنهجها العلمي، وذلك درءا لأي شك محتمل وان كان لا يتجاوز نسبة 0,01 بالمائة … لذلك ادعوكم الى الاطمئنان الى ما سيرد في قادم الكتابات … وسوف تكون لنا مساحات متنوعة للتذكر وللحديث عن اعلام الاذاعة ورجالاتها ونسائها بمختلف تخصصاتهم على امتداد سنوات طويلة، جمعتنا فيه لذة العمل الجدي ومجالات الابداع وجلسات الاخوة الصادقة…

ألم اقل لكم في اكثر من مناسبة إنها دارنا، دار الاذاعة والتلفزة التونسية ؟

أكمل القراءة

أيّ نار !

فرسان المباشر الجدد في الإذاعة الوطنية 1986 (1)

نشرت

في

اليوم تجدني أذكر و أتذكر , أسرد و أتحسر , أنبش خبايا ذاكرة كاد يصيبها الصدأ لأني غلّقت (بشدة على اللام) عليها الأبواب مخافة تأويلات غير بريئة قد “تنبعث” من بعضهم ,,, أما الآن فلا علينا، دعنا نقُلها بالصوت العالي ونمضِ مطمئنين امنين صادقين في سردنا متشبثين بمبادئنا، وشاعرين بشيء يكاد يكون عملة نادرة في ايامنا هذه … هو الشعور بالانتماء وما أدراكم ـ والله لا يحرمكم هذا الشعور الممتع ـ حيث ترسخ وقتها ومارسنا عشقنا للوطن، وشبعنا حبا لدارنا الواقعة بـ 71 شارع الحرية, وانخرطنا في عائلتنا الموسعة، ألم يكن يقال آنذاك “أسرة الاذاعة والتلفزة التونسية”؟؟

<strong>نبيل بن زكري<strong>

سأقفز قفزا عاليا على سنوات الطفولة وعلى إطلالاتي العديدة من خلال برنامج “جنة الأطفال” للسيدة علياء و أُطِلّ بكم على بداية اخرى في مجال آخر كان يبدو صعبا بل مستحيلا بل مغامرة غير مأمونة العواقب : التنشيط الاذاعي الذي جاء بعد محاولات ومحاولات منذ سنة 1981 نجحت بعضها اذاعة وتلفزة ولم يكتب لبعضها ان ترى النور لأسباب.. على ان رجلا فذّا اسمه عبد الملك العريف وهو المدير العام للمؤسسة حينها (أوت 1986 ـ ديسمبر 1988) بدأ معنا في رسم ملامح تجربة اعتبرت وقتها مغامرة جريئة، و هناك حتى مَن صنّفها لعبا بالنار …

وانتظروا طويلا ليروها تلتهم اطرافها نفرا نفرا … ولكن خابت مساعيهم لسوء حظهم وانفتحت في البوابة الكبيرة خوخة صغيرة كانت كافية ليتسرب منها جيل يحلم ويطمح ويغامر ويرنو الى مستقبل فاعل، بعد جيل فرسان المباشر المجددين صالح جغام ونجيب الخطاب وبشير رجب ومن زاملهم كمحمد علي بلحولة وصالح بيزيد ومكي كربول والشاعر حبيب المحنوش … ومجموعات إنتاج البرامج المباشرة كفتحي الدريسي وجميل الدخلاوي وعزالدين ابراهم و منصف التريكي و سيدة دولة و غيرهم، معززين بالقيدوم المايسترو محمد فرج بشير، و رضا الزيدي و محمد شقرون، مدعومين بكمبيوتر متقدم اسمه عم الحبيب اللمسي و الرائع منذر الورتاني و الصديق فريد الحميدي … واني لأرجو العفو صادقا ممن لم تسعفني ذاكرتي و رهبة الموقف، ذِكْر بقية هؤلاء الفطاحل المتقدمين، “مجانين” الراديو انذاك,,,

ومع فرسان المباشر المجددين لأواخر السبعينات وسنوات الثمانين ,ظهر فرسان للمباشر جدد اخرون في تجارب اخرى وفي اطار آخر و مع مناخ سياسي رامَ أو أُجبِر أو ادّعى التفتح على شباب جديد وبنفَس جديد كذلك … إجراء قيل فرضته الاوضاع السائدة آنذاك وسار فيه من سار و حاول آخرون تعطيله و اجهاضه، و سأعود الى تفاصيل المسالة في جزء اخر قادم … اما ما اختم به فهو قائمة اسمية لشباب هم الآن بكل تاكيد يتأرجحون بين الكهولة وما بعدها، وبين أواخر مراحل الحياة الادارية والمهنية … فيهم من تشبث بتلابيب عشقه للإذاعة وفيهم من غادر أو رمى المنديل : و أنسى ولا أنسى هذا الرعيل الأول بداية بالشابة الجامعية هالة الركبي و الرومنسي لطفي الفهري والرصينة دعد حمادي و بية الزردي ومنى القيزاني ولا انسى شخصي طبعا ثم عفيف الفريقي …

إلى أن جاءت الرائعة وداد محمد ثم كوثر البشراوي في الرعيل الثاني، ليلتحق بعدها بالاذاعة المنشط التلفزي حاتم بن عمارة ثم وليد التليلي الذي جاءنا من عالم الصحافة المكتوبة، وسمير عاشور و سليمان بن يوسف و كمال الامين و الياس الجراية ومحمد البوغانمي وكمال الحجلاوي و امال العدواني ونرجس باباي و شفيقة الساحلي و معز الغربي و ليلى و نائلة بلحاج و ريم الآجري ثم السيدة لطيفة غراد و لا اغفل عن تجارب عبد المجيد المرايحي و عبد المجيد الوسلاتي و رؤوف كوكة و طه عبدالكافي، و في التسعينات الممثلة ليلى الشابي و الممثلة جميلة الشيحي، ومعذرة مرة اخرى لمن سقط سهوا من ذاكرة متعبة ,,,

اعدكم بأجزاء اخرى اذا امتدت بنا الحياة يا سادتي احدثكم فيها عن احداث وحوادث، عن مسؤولين في حلهم وترحالهم و بنجاحات بعضهم و فشل اخرين و بتكريمات و بمظالم وب صفحات أترك لكم مهمة اصدار احكامكم عليها هذا اذا لم يتجاوزها الزمن وتسقط بمروره …

ـ يتبع ـ

أكمل القراءة

أيّ نار !

جنة تغلق الأبواب … والبريكاجي هرب بالمفاتح !

نشرت

في

أتساءل مع كل ما يحدث امامنا من متغيرات ومستجدات لماذا نحن بارعون في تحطيم ما بنيناه وما حققناه ؟ لماذا نحن فاشلون في المواصلة وإكمال المشوار طالما ان الموجود جيد وقابل للتجديد والإضافة ؟ ولنا في مثال البنية التحتية وتسيير بعض مؤسساتنا الوطنية خير دليل ,

<strong>نبيل بن زكري<strong>

هل تذكرون كيف جاء المترو الخفيف من المانيا في اواسط الثمانينات ؟وهل نسيتم جمالية المحطات وأكشاك الاستخلاص ونظافة المحيط العام ؟ وننسى ولا ننسى حسن المعاملة والتحية المحترمة للأعوان في كل الاوقات وإذا اضفنا الصيانة الدورية الجدية واحترام المواقيت، فلن نزيد عن استعمال مثل شعبي دارج يصور لنا الجنة وينضاف اليها بريكاجي ,,, وانا هنا مصرّ ملحّ على توجيه تحية الى رجالات مؤسسة المترو الخفيف انذاك وهو وان تأخر علينا لردح من الزمن فقد جاء ليريحنا من عناء الكار الصفراء التي حملت ما حملت وكركرت اناسا واناس الى مواطن اشغالها وتلامذة الى معاهدها ومدارسها وكلياتها,

اسمحوا لي في توجيه تحية خاصة جدا دون مجاملة ولا شخصنة ساذجة الى العزيز الحبيب علاق الذي كان حينها مشرفا على مؤسسة المترو الخفيف لمدينة تونس، وانا اعرف واعلم وأدرك ما بذله وما حققته المؤسسة في حقبته الوردية الانيقة، و هو سبب رئيس في النجاح المادي والمعنوي و في سلامة المناخ الاجتماعي للمؤسسة …,اما اليوم فمحطات المترو خراااب واكشاك الملاوي والدخان والحماصة وبانوات القصدير واغطية الشوالق واللوح الخارث والبارات الحديدية واقصد الاعمدة المسروقة او المفكوكة من الاسواق القصديرية … اما البارات التي ذهبت بعض الاذهان اليها فهي على ارصفة المحطات نفسها بحيث لم يعد الواحد مطمئنا فيها بجميع المقاييس…

هذه واحدة من المؤسسات الوطنية التي يتم التفنن في تدميرها وفي محو الصورة الجميلة التي انطبعت لها بأذهاننا في بداياتها وفي نصيب كبير من تاريخها، اما الان فلهفي عليها وهي في عداد عالم رزق البيليك و”اضرب مازال يتنفس”… اتساءل مع كل ما يحدث امامنا من متغيرات ومستجدات لماذا نحن بارعون في تحطيم ما بنيناه وما حققناه ؟ لماذا نحن فاشلون في المواصلة وإكمال المشوار؟

مطار تونس قرطاج الدولي وما ادراكم ,كنت رغم صغر سني شاهد عيان على تدشينه سنة 1972 بعد ملحمة مطار العوينة الذي كنا نستقبل فيه المسافرين ونودعهم على بعد امتار قليلة من مهبط ومكان ارساء طائرات الكارافيل الشهيرة، يا حسرة… مطار تونس قرطاج بعد عزه ودلاله وتوسيعاته وتحسيناته ودخوله مواقع منافسة مطارات عالمية، يتحول في الفترة الاخيرة الى شبه توأم لمحطة النقل البري بباب عليوة او باب سعدون …نعم اقصد واقصد واقصد …اقصد مظاهر التخلف والتأخر وجحافل المنتظرين والمودعين تحت القنطرة والسقنطري لاوقات طويلة تتوج “ببنطاطة” شتاء وحاشاكم “بقلة” صيفا,..

مطار تونس قرطاج الدولي وما ادراكم, لم يعد مطارنا الذي عرفت وبه انبهرت ,صار تعيسا يبكي حاله ويرثي من مر عليه من رجالات كانوا يقدسون العمل فيه بل ويعتبرونه نضالا وواجبا وطنيا شريفا … يا حسرة يا سادتي وبالله لا اريد ان استمع الى انشودة اجراءات صحية ووقائية، فالحلول اكثر من ان تحصر في هذه القرارات البلهاء المتخلفة المتخذة في لحظات غائب فيها حسن التفكير والتدبير…

انها ليست مسألة امكانيات وليست مسألة موارد مالية وميزانيات …انها مسألة فكر ورجولة وشعور بالوطنية وبالانتماء، ومن يرى عكس هذا فهو واهم واهم واهم… ولنا عودة,,,

أكمل القراءة

صن نار