ليبيا العقل.. ليبيا الأنموذج.. فمتى تستفيقون..!!

أولا: القبلية و العروشية نظام عيش.. هي عقلية و ليست سبّا و لا شتيمة..في الشقيقة ليبيا مازال الشعور بالانتماء للقبيلة مسيطرا على الكثيرين..

في ليبيا تجد قبائل المغاربة و العبيدات و العواڨير و البراعصة و القذاذفة و المڨارحة و الطوارڨ و ولاد سليمان و طرهونة و مسراطة و الزنتان.. و هذه قبائل متلاحمة تاريخا و جغرافيا و دما و أفكارا.. معناها عندما تجد عائلة من قبيلة المغاربة راهي لاباس عليها بحكم أن هذه القبيلة سيطرت على الموانئ النفطية في 2013.. أما العواقير فيمثلون القوة العسكرية لأنهم يكوّنون نواة الجيش..

قبيلة البراعصة يتفاخرون بأنهم حموا عمر المختار و استأسدوا في التصدي للغزو الإيطالي.. خاصة أن صفية الفركاش زوجة القذافي أصيلة البراعصة.. أما قبيلة التبو التي عانت من تهميش حكم القذافي بتعلة انها من أصول تشادية فإن هذه القبيلة حملت السلاح و قتلت و حاربت و ساهمت في إسقاط حكم القذافي..

مخ الهدرة: هذه الفسيفساء القبلية فيها من تنازل عن تحكمه في الثروة النفطية.. و من تواضع بعد كبرياء عقود.. و من تناسى الظلم الذي عاناه في فترة حكم القذافي.. و فيها من عفا عمّن قتّل و شرّد و هدّم و دمّر.. رموا بكل ذلك جانبا و جلسوا حول طاولة الحوار..

جلسوا ظالما و مظلوما.. ضحية و جلادا.. لما فيه مصلحة ليبيا.. لأنهم غلّبوا العقل على النعرات.. لأنهم عاشوا ويلات الحرب الأهلية التي موّلتها أطراف خارجية.. ربما يقول البعض (هاذم ما تفاوضوا إلا لما جاءتهم الأوامر من الخارج..) يا سيدي قعدوهم بالسيف و أرغموهم على التفاوض: العبرة بالنتيجة..

و النتيجة: وضعت الحرب أوزارها.. و نحن.. لا عندنا قبائل.. لا صارت عندنا حرب أهلية.. و رغم ذلك مازالت الأحزاب و النواب و الكتل و الرئيس يشعلوا في النار.. و عجزوا على الجلوس لحوار وطني دون إقصاء..!!