فُرن نار

ليّ الذراع بين إيران والكيان… انطلقت حرب الضربات المحدودة

نشرت

في

Bras De Fer Vectores Ilustraciones y Gráficos 123RF

إثر اعتداء اسرائيل على القنصلية الإيرانية وقتل عدد من قيادات جيشها صممت إيران على رد الفعل على سلسلة اغتيال كوادرها و علمائها التي يقوم بها الكيان الاسرائيلي طيلة السنوات الأخيرة.

<strong>محمد الزمزاري<strong>

غير أن الدولة الإيرانية شاءت أن تتصرف بحكمة و صبر وقراءة جيدة لميزان القوى الذي لم يكن في صالحها خاصة ان المرحلة لا تسمح لها بشن حرب واسعة النطاق وهي تعيش وضعا اقتصاديا صعبا و وإمكانياتها العسكرية لا تضمن نصرا كاسحا او حتى نصف نصر. غير أن رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو الذي كان يسعى إلى تقليص الضغوط الداخلية وفشله في “القضاء على حماس” و استعادة الأسرى، راح يبحث عن تحويل وجهة الرأي العام الدولي و حتى الداخلي عن المجازر التي يقوم بها يوميا ضد الشعب الفلسطيني وهي مجازر وعمليات دمار و تجويع ترتقي كلها إلى ما اكبر من الفظائع النازية زمن هتلر و جنرالاته..

ومن هنا جاء فتح جبهة مع إيران باستهداف قنصليتها بدمشق، وكان لا بد لطهران من رد الفعل كاية دولة على وجه الأرض. و قد رد الإيرانيون فعلا وكان هدفهم إرسال إنذار للكيان بقدرتها على إصابة عمقه ابغضّ النظر عن إلحاق أو عدم إلحاق أضرار بسكانه او مؤسساته. ولعل ما يدل على ذلك اعلان إيران مسبقا عن الضربة التي استعدت لها اسرائيل و عدد من الدول الغربية و الاساطيل التابعة لها واستطاعت اعتراض الجزء الأكبر من المسيرات و الصواريخ.

وعوض التنديد بضرب اسرائيل لقنصلية ايران بسوريا هاجت الولايات المتحدة و الدول الغربية ضد إيران و تجمعت و اجتمعت على مزيد معاقبتها ووصم جيشها الوطني بالإرهاب. و قد وجد نتنياهو الفرصة سانحة لإعادة تحريض الولايات المتحدة وحلفائها على الدخول في حرب مع إيران وقد استند نتنياهو على حقيقة ثابتة تتمثل في التزام المعسكر الغربي المستمر والمطلق بـ”حماية اسرائيل”.

يبقى سؤال مطروح بعد ضربة اسرائيل الجديدة لإصفهان هل سترد إيران مجددا ؟ وهل سيشعل ذلك مواجهة حقيقية قد تشمل دخول الولايات المتحدة الأمريكية و الغرب وأول دوله إنكلترا و ألمانيا ؟ وإلى أي حد ستتخلى أمريكا عن رغبتها في اجتناب حرب مع إيران خلال هذه المرحلة قبل الانتخابات وايضا حماية لمصالحها وقواعدها بالخليج، خاصة أن توسع نطاق الحرب قد يضرب هذه المصالح إذا اما استهدفت إيران وحلفاؤها (هي أيضا لها حلفاء وموجعون أيضا) القواعد الأمريكية و حقول المحروقات بالخليج ومنافذ المرور من البحر الأحمر أو مضيق هرمز أو حتى المحيط الهندي غير البعيد عن مرمى نيرانها..

لقد اختارت إيران لحد الان إثر ضربة فجر الجمعة خطابا يوحي بالتهدئة عوض التهديد و الوعيد متعللة بان الخسائر كانت معدومة و انها فقط اعترضت “الأجسام الغريبة ” فيما حرصت اسرائيل من جهتها على عدم اعلان مسؤوليتها عن قصف إصفهان. مما يوحي بأن لا أحد منهما يرغب في فتح واجهة قد لا تنتج انتصارا او هزيمة بقدر ما قد تتمخض عن دمار شامل …

لكن هذا لا يلغي من الحسابات إمكانية قيام إيران بتحريك أذرعها في العراق او اليمن وخاصة في لبنان وحزب الله لإنجاز رد الفعل الثاني على ضربة اسرائيل، وهو ما يعني أستمرار لعبة لي الأيدي سياسيا اكثر من الاندفاع نحو الحرب. فنتنياهو يرغب في تمديد حكمه بإعادة صورة اسرائيل العسكرية التي سقطت في وحل غزة، وايران تريد المحافظة على صورتها و موطىء قدمها لدى اذرعها التي تعتبرها آليات الدفاع عنها لدى اية مواجهات مفترضة مع الكيان والولايات المتحدة و فرض حضورها السياسي في منطقة عربية تفوق صورة “الرجل المريض”

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version