ماجل بالعباس: إحياء الذكرى 66 لمعركة “سيدي يعيش” الثانية
نشرت
قبل 4 سنوات
في
أحيا أهالي ماجل بلعباس مثل كل سنة ذكرى الملحمة البطولية لمعارك “سيدي يعيش” و لاسيما المعركة الكبرى الثانية التي دارت رحاها بين المجاهدين الوطنيين و قوات المستعمر الغاشم يوم 21 نوفمبر 1954، و قد اقتصرت التظاهرة الثقافية لهذه السنة على تحية العلم المفدى و النشيد الوطني نظرا للوضع الوبائي المنتشر بالبلاد.
و يذكر أن هذه المواجهة الكبرى التي عرفت بالمعركة الثانية اشتبكت فيها فرقة من المجاهدين الأبطال الذين لا يملكون إلا أسلحة خفيفة مع القوات الاستعمارية المدججة بالأسلحة المتنوعة و الثقيلة، و ذلك في الجبل الفاصل بين ولاية القصرين و ولايتي قفصة و سيدي بوزيد على مستوى ماجل بلعباس، و سقط فيها 17شهيدا من أبناء الجهة… و جاءت هذه المعركة بعد معركة أولى غير متكافئة أيضا و دارت بجبل ماجرة القريب من مدينة المكناسي و تم فيها أسر أحد أبناء ماجل بلعباس و استشهاد شاعرها المجاهد المشهور انذاك على المستوى الوطني “عمر بن عياد الإيلاهي” … و في اثناء تلك المعركة التي دارت يوم 5ماي 1954 مثّل الجنود الفرنسيون بجثامين الشاعر و رفاقه الثمانية و ذلك بربطها في مقدمة الدبابات و التجوال بها بمدينة قفصة لترهيب السكان و ضمان استكانتهم …
و رغم هذا العطاء الغزير للوطن فقد بقيت معتمدية ماجل بلعباس مهملة من لدن السلطة ولم يتم إيلاؤها أي اهتمام عدا تركير معتمدية سنة 1980 … و اقتصزت على بعض المؤسسات التربوية و مكتب للقباضة المالية و مركز حرس و مستوصف يشكو عديد النقائص و التجهيزت رغم ترقيته إلى مستشفى تابع لإدارة محلية بمستشفى فريانة أول التسعينات… و تقع معتمدية ماجل بلعباس التي أحيت بالأمس ذكرى معركة “سيدي يعيش” على بعد 22 كم من فريانة و 60كم من مركز ولاية القصرين و يحدهاغربا التراب الجزائري …
يعتمد متساكنو هذه المعتمدية الحدودية على تربية الماشية و جني نبات الحلفاء و زراعة الحبوب و أشجار الفستق، و لكن يعاني الفلاحون عديد المشاكل كالنقص في البذور و الأسمدة و تسويق و تتظيم سوق الفستق الممتاز … و هم يرفعون نداء إلى الحكومة للالتفات لهذه المعتمدية المغمورة حاليا بعد أن ساهمت أمس في النضال الوطني لتونس بدماء أبنائها و اليوم تتولى حماية حدودها … ويرجو ا المواطنون أن يكون احتفاؤهم بالذكرى 67 السنة القادمة في ظروف وطنية و محلية أفضل …