كتب / محمد الزمزاري
الزيارة التي سيؤديها “جيرالد دارمانان” وزير الداخلية الفرنسي إلى تونس قد تكتسي طابعين واضحين على الأقل : فهي ستجمع بين فرصة عمل كثيف على المستوى الأمني لا سيما حول التعاون لمكافحة الإرهاب.. و بين البحث عن سبل التقليص من ظاهرة سفر الآلاف من التونسيين على غير الصيغ القانونية… و لعل هذه الزيارة التي تاتي إثر العملية الإرهابية الاخيرة بكنيسة نيس الفرنسية و قبلها عملية ذبح الاستاذ الفرنسي، و قبلهما المس من صورة الرسول محمد و الذي اثار تململا لدى الجاليات المغاربية و توجسا لدى السلطات الأمنية الفرنسية من تصاعد ردود الفعل المتطرفة … و قد زادت زلة لسان “ماكرون” في تأجيج الحساسيات…
و إذا ذهبنا وراء الشجرة التي تخفي الغابة يمكننا الاعتقاد بأن هذه الزيارة ستحمل رسالة طمأنة للجاليات الإسلامية المغاربية كردّ مباشر على حملة الرئيس التركي أردوغان الذي لم يترك الفرصة تفلت من يديه لتوريط خصمه اللدود خلال هذه الايام و يثأر من موقفه ضد تركيا خلال مشكلة حدودها مع اليونان….. لكن بعض الملاحظين لا يخفون رأيهم بأن أهم بند في زيارة وزير الداخلية الفرنسي إلى تونس و بعدها الجزائر يتعلق بمسألة المهاجرين العشوائيين و النظر في الوصول إلى حل لهذه المعضلة بالنسبة لفرنسا.
و يبقى السؤال هل سيكون وزير الداخلية التونسي في مستوى هذه الزيارة الاستثنائية و إمكانيةاستثمارها جيدا لصالح تونس و أمنها الوطني ؟ …. م. ز