المعروف عن الشعب التونسي انه شعب واع وشعب ثائر يعيش واقع حرية وفقا للمتطلبات التي نادى بها ابان “ثورته”..لكن نعجب حين نراه متناقضا مع حقيقة صورته وايضا مع معاني الحرية التي نادى بها والتي مارسها وأرادها دون قيود …
نلاحظ تضاربا مع معنى الحرية ومفهومها الصحيح كنتيجة حتمية لاختلاف منهج التفكير و القناعات لدى التونسي…ولكن و إن كان الاختلاف شاسعا فإن التونسيين يتفقون ومنذ سنوات وخاصة خلال هذه السنة بالذات في نقد البرامج و المنوعات و المسلسلات التي تنتجها القناة الخاصة “الحوار التونسي” …ودعنا ندقق في قناة “صاحب القناة” و مخرج ما يبث في قناته الخاصة التي يمكن للمتلقي تجاوزها لمشاهدة قناة أخرى .مثلما هو حقه أيضا في متابعة برامجها أو نقد ما تبثه القناة المذكورة …
تطرح مسلسلات “صاحب القناة” قضايا الواقع التونسي في عديد المجالات وتنقل الواقع بجميع تفاصيله عبر سيناريوهات واحداث لا نستطيع القول إنها غير ممتعة أو خالية من الابداع الفني و النجاح في ملء فراغ المشاهد خاصة اذا ما استندنا الى نسب المساهدة القياسية والخيالية التى تحققها ..وهنا يطرح التساؤل:هل أن التونسي لا يتذكر قيمة قيمه وجملة مبادئه واخلاقه إلا خلال شهر رمضان؟ فيما يتقمص دورا موازيا لشخصه متناقصا مع الـ” أنا” كامل بقية السنة؟
قد نراه يتأفف من مشاهدة ما هو طبيعي و سائد خلال الحياة العادية وفي ذات الوقت يستنكر ويصدم بما يشاهده على الشاشة، وكان الحدث المعروض لم يره من قبل ..هنا يمكننا اكتشاف نزعة الشعور بالنقص و الارهاصات المتعددة والعقد الكثيرة التي يعانيها على مدى السنين ..
انها بحق حالة اغتراب المتلقي التونسي، او مزيج من مشاعر النقمة التي ترسخت كلها تدريجيا على مدى السنين نتاجا لعوامل قد يكون خضع إليها … إلى حد أنه أصبح يخشى مواجهة حقيقته متجاهلا ما هو إيجابي أو فني في ما يطرح على الشاشة … و ذلك ما يكشف أو يعري حقيقة المجتمع الذي يعيشه بتفاصيله و تفاصيل ما يجري بالبلاد