جور نار

متى تستحون ؟؟؟…

نشرت

في

و أنا أعايش معكم الاحداث في تونس بعد 25 جويلية، تقفز الى ذهني قصيدة “الممثلون” لنزار قباني التي كتبها بعد نكسة جوان 67 ..ويقفز إليّ خاصّة المقطع الذي يقول فيه (متى سترحلون … المسرح انهارَ على رؤوسكم …متى سترحلون ..والناس في القاعة يشتمونَ يبصقونْ … على يديْكم أصبحت بلادنا امرأةً مُباحةً فألفُ تُشكَرون ..احترق المسرح من أركانِهِ .. ولم يمُت بعدُ الممثّلون) … وها أنا أقف مع: “ولم يمُت بعدُ الممثلون” …

<strong>عبد الكريم قطاطة<strong>

ستختلف قراءتنا لمن حكموا البلاد منذ جانفي 2011 حتى 25 جويلية 2021 …بعضنا يصفهم باللصوص … البعض الآخر بناهبي الثورة وشباب الثورة ..البعض يؤكّد انهم هم من زرعوا الإرهاب في أوصال هذا البلد الآمن ..البعض يعتبرهم حماة الكناتريّة واللوبيات … شقّ آخر يرى فيهم طالع نحس على تونس و أمهر النحاتين لاسوأ فترات تاريخها … ولكن دعوني آخذها من زاوية اخرى وهي التي تحظى باجماع يكاد يكون كلّيا لدى غالبيّة الشعب .

بعيدا طبعا عن القطعان التي تثق في احزابها بشكل فاحش ومُزْر ٍ وغبيّ، و في ممثلي احزابها حتى لو قام احدهم وادّعى انّ الشمس ستشرق غدا من الغرب .. فيهللون وبكبرون وتتعالى الاصوات بـ “الله اكبر ” له لا عليه …بعيدا عن هؤلاء، كلّ الأرقام وفي كلّ المجالات دون استثناء تؤكّد انهم فشلوا في إدارة شؤون البلد، ووصلوا بالسفينة الى مشارف الغرق … وحتّى لا اُتّهم بالانحياز إلى ايّ طرف ..اقول وبكلّ شفافية إنّ كلّ من شارك في الحكم منذ 2011 ومهما كان لونه السياسي ودون ايّ استثناء هو شريك في الفشل ولو بنسب متفاوتة …

هؤلاء لم يفهموا لحدّ الآن الرسالة الرئيسية لخروج الجماهير في كلّ مدن تونس يوم 25 جويلية قبل خطاب الرئيس وبعده … انّ الرسالة الرئيسية تلك تتلخّص في انعدام الثقة كلّيا في تلك الوجوه … والمضحك المبكي انّ تلك الوجوه ـ أي الممثّلين حسب توصيف نزار قباني ـ مازالت تعمّر الشاشات والقنوات الاذاعية، لتظهر بمظهر المدافعين عن الدستور وعن الديموقراطية وعن حتمية العَوْد لما قبل 25 جويلية أحبّ من احبّ وكره من كره .. وتبارك الله على اعلامنا وعلى اشنوة اشنوة قلّك “الرأي والرأي الآخر” …. اسأل ..هل لمن دمّر وخرّب البلاد حقّ في الرأي الآخر ..؟؟

وبعيدا عن الاختفاء ورواء قوقعة احترام الرأي وقيود وسلاسل الضوابط المهنية ها أنا أقولها عاليا ..لا مكان عندي لايّ مدمّر لبلادي لا امام المصدح ولا امام الكاميرا …في هذه النقطة انا ستاليني خالص … اعود للمثلين .. هم لم يفهموا انّ مثل تلك المواقف مواقف المطالبين بالعودة لما قبل 25 جويلية و سواء كنّا معها او ضدّها، لا يمكن ان يستسيغها جلّ الشعب التونسي لسبب بسيط وهام …اذ كيف لفاشل ومكروه من لدن المتلقّي ان “يتقمّع في التلافز ويمدّ وجهو من جديد” بعد خراب ودمار 10 سنوات ؟؟ وكيف لمتلقّ ان يثق في الآكلين على كلّ الموائد وقلّابي الفيستة والمصطفّين وراء اجندات واحزاب ومحاور حتى يكون الواحد منهم مقنعا وان يستمع اليه المتلقّي ؟؟

آخر ما صدر في هذا الباب المقرف المخجل المُبكي المُضحك .. إعداد بنت الشواشي لكرسيّ قرطاج بعد إزاحة قيس سعيّد منه … أنا أرثي لحالها ..المسكينة كأنّي بها تُعدّ العدّة من ماكياج و روب وصبابط ومشطات وعطور ولوكات لهذا الحدث السعيد الذي اوهموها بأنّه سيكون … والمسكينة وانا انظر الى عينيها ـ المحوّقة زرقةـ كلّما خرجت للشارع لديّ يقين بأنّها لم تعد تنام … وربما تخرج علينا يوما ما بنسخة ثانية من قصة احسان عبدالقدوس عزيزي . كذا انا لا انام … عوضوا كلمة كذا باأيّ اسم من تاريخها النضالي سواء بوشيحة او الرياحي او سي نااابيل او العمّ راشد، انتظارا وحلما باليوم الموعود …

ها سميرة وخيتي ..فيقي و استفيقي .. يخخي لهذي الدرجة مصدّقة انك تولّي علّيسة تونس، لا قدّر الله ؟؟ ها سميرة وخيتي، يخّي ماكش فاهمة انك تعيش فصول جديدة من مدرسة المشاغبين ..وفيها نفس الممثلين … ها سميرة وخيتي ..انظري لمن حواليك مِن حشْدِك ستجدين ممثلين على شاكلة عادل امام وسعيد صالح وحسن مصطفى …ها سميرة وخيتي …حذار أن تصدّقي انّ عيال السياسة الذين حواليك كبرت … ها سميرة وخيتي ..فيقي و استفيقي حتى لا تفاجَئي يوما بمسرحية اخرى و لكن بطلها محمد صبحي وعنوانها ” انتهى الدرس يا غبي ” !

انا اصرّ و في تقديري انّ ايّ نضال لمواجهة ما حدث بعد 25 جويلية كنت ساستمع اليه باهتمام وبحسّ نقدي لو جاء من اناس خارج منظومة 24 جويلية … اما ان يأتيني اناس فاشلون بانصارهم وباراشوكاتهم دعاة نضال واصلاح، فانّي وكالعديد امثالي أكتفي بالقول لهم ..ألا تستحون ؟؟ خرّبتم تونس ودمرتوها وتوة جايين تعطيونا في دروس في الوطنية والديمقراطية ؟؟ اشنوة قلّة الحياء هذي .. الم تفهموا بعد انكم منبوذون …مكروهون ..مقرفون …

ألا تستحون ..؟؟؟ …

تعليق واحد

صن نار

Exit mobile version