* التحالف الحاكم سيشترط إمضاء الاتحاد على هدنة اجتماعية للمشاركة في الحوار …
* المشيشي سيعمل على تأمين حزامه من خلال التحوير الوزاري خوفا من مخرجات الحوار…
نشرت
قبل 4 سنوات
في
هل يقع التحوير الوزاري؟؟ هل يؤجل التحوير؟؟ هل يقع الحوار أم انتهى أمره؟؟ كلها أسئلة تراوح مكانها على ألسنة المتابعين للشأن السياسي بالبلاد…لن يقع تأجيل التحوير فالمشيشي و الغنوشي و من معهما يريدون أن يسبق التحوير الحوار للتوقّي من كل خلط جديد محتمل للأوراق قد تفرضه نتائج الحوار…فالتحوير لن يلغي الحوار لأن التحالف الحاكم يريد أن يدخل الحوار بشروطه و ليس بشروط من تقدّموا بمبادرة الحوار و لا بمن تبنّى الحوار و أقصد ساكن قرطاج، فساكن قرطاج يريد أن يخدم الحوار مصالحه و يعيد الودّ كاملا بينه و بين مخزونه الانتخابي و ذلك من خلال تشريك الشباب في صياغة مخرجات الحوار و لسان حاله يقول “ها أني أنجزت لكم ما وعدت فأنتم اليوم شركاء في صياغة مستقبلكم “..و ساكن ساحة محمد علي يريد أن يطيل عمر جلوسه في مكتبه و لن يرضى دون ذلك شيئا … كلّفه ذلك ما كلّفه..
التحوير قبل الحوار
قد يتأخر التحوير و قد تقع مراجعة بعض الأسماء المسرّبة و ربما كل الأسماء درءا لانفجار التحالف المكوّن للحزام السياسي للمشيشي…لكن موعده سيسبق موعد الحوار و جلسات الإعداد للحوار لا محالة، فالنهضة و قلب تونس و من معهما لن يدخلوا حوارا يفرض عليهم ما يرفضونه اليوم…و ساكن القصبة لنيغامر بتأخير التحوير و تأجيله إلى موعد لاحق فالحوار قد يفرض خروجه من القصبة رغم الخطاب التطميني لساكن ساحة محمد علي، كما أن ساكن قرطاج سيحاول كسب بعض النقاط من خلال مخرجات الحوار، و قد يحاول كسب ودّ بعض خصومه وقتيا لسحب البساط من تحت أقدام ساكن القصبة و ضرب عصفورين بحجر واحد إعادة الودّ بينه و بين من انتخبه و التخلّص من الابن الضال و تعويضه بمن يقبل بأن يكون “سنبل آغا” لمولاه…
و لدرء كل هذا سيقوم ساكن القصبة بتحوير وزاري يضمن من خلاله استقرار حزامه السياسي و النيابي و توسيعه إن لزم الأمر ذلك فأحزاب الحزام الحالي لن تقبل بتوفير الاستقرار و الأمان لساكن القصبة دون أن تكون شريكة فعلية في السلطة التنفيذية سواء كان ذلك من خلال التحوير الوزاري و أيضا من خلال التواجد في مفاصل السلطة الجهوية، و ساكن القصبة على بينة من كل هذا و سيحاول إرضاء كل مكونات حزامه السياسي و البرلماني ضمانا للاستقرار الذي قد يبقيه في القصبة لأطول مدّة ممكنة.
النهضة و قلب تونس اليد في اليد…
لن يغامر الشيخ راشد بالابتعاد عن حلفاء اليوم القلب و الائتلاف و بعض الكتل المستقلة فهؤلاء هم الضمانة الأولى لبقائه على كرسي باردو، و هؤلاء هم خط دفاعه الأول في مواجهة من يريدون ابعاده عن كرسي رئاسة المجلس و دونهم سيخسر كل ما بناه و ما خطط له…كما أن القلب لن يفرّط في تحالفه مع النهضة و الائتلاف و لن يبتعد عنهما أبدا فقلب تونس يدرك خطورة بقاء رئيسه في السجن على تماسكه على المدى البعيد و يدرك أن أي انفجار في كتلته سيكون انفجارا في كل الحزب، لذلك سيواصل التمسك بالتحالف المكون للحزام السياسي للمشيشي أملا في إيجاد حل لرئيسه في أسرع وقت ممكن، كما أن القلب يدرك أن النهضة ليست على استعداد للتفريط في حليفها الذي ضمن لرئيسها البقاء على كرسي باردو فدون القلب لن تبقى النهضة قاطرة الحكم الحالي، و دون النهضة لن ينجح القلب في البقاء على قيد الحياة في ظلّ وجوده بعيدا عن حضن رئيسه نبيل القروي…
و ما خرج به عياض اللومي يوم الاثنين ليس أكثر من دغدغة و رسالة تذكير لحركة النهضة حتى لا تنفرد بحكومة المشيشي فدون القلب سينهار السقف عليها و على الجميع في الوقت الحاضر خاصة أن النهضة لن تغامر أبدا بالعودة إلى التيار و حركة الشعب لتعويض القلب فالحرب بينهما وصلت إلى خطّ اللاّعودة…خلاصة ما يجري، النهضة لن تفرّط في شركاء اليوم للبقاء قاطرة للحكم و للإبقاء على شيخها جالسا على كرسي باردو…و قلب تونس لن يبتعد عن حضن الشيخ فحضنه هو من سيساعده على إعادة القروي إلى حزبه و هو أيضا من سيبقيه متماسكا وشريكا فعليا في حكم البلاد…
النهضة و القلب و المشيشي في مواجهة ساكن ساحة محمد علي..
يدرك التحالف الحاكم اليوم ما يطمح الطبوبي لتحقيقه من خلال مبادرته و مخرجات الحوار الذي سيقع تنظيمه تحت اشراف ساكن قرطاج…فالتحالف الحاكم يريد دخول الحوار بعد التحوير الوزاري في تناغم تام بين مكوّناته، و هو بكامل قواه حتى يكسب منه ما يضمن له وجودا أطول على رأس السلطة التنفيذية دون أن يخسر شيئا لو انسحب في نصف طريق الحوار، لذلك لن يرضخ لأي شروط من أصحاب مبادرة الحوار بل سيفرض شروطه ليكون طرفا في الحوار، فالحوار لن يكون دونه و لن يغامر ساكن قرطاج بالإشراف على حوار يغيب عنه الطرف الأهمّ اليوم في الحكم، فساكن ساحة محمد علي يدرك أن خروجه من المشهد أصبح قريبا وقريبا جدا، و أنه قد يخرج دون أن يحقّق شيئا يذكرونه به و يكتبون عنه سطرا في تاريخ هذه البلاد، لذلك يبحث عن خروج مشرّف يضاهي في قيمته ما حققه سلفه حسين العباسي من خلال مشاركته في الرباعي الراعي للحوار.
كما أن ساكن ساحة محمد يدرك أنه مطالب بالرضوخ لطلب الهدنة الاجتماعية التي سيكون الشرط الأول و الأساسي لدخول الحوار من طرف التحالف الحاكم، و دونه لن يغامروا بالدخول و سيوصلون حكم البلاد كأن شيئا لم يكن، و ستحسب كل تبعات الأزمة على قيادات الاتحاد التي رفضت الدخول في هدنة اجتماعية تحتاجها البلاد للخروج من أزمة اقتصادية خانقة…خلاصة ما يجري اليوم، كل طرف سيشترط ما يضمن له تحقيق بعض المكاسب من هذا الحوار، و قد يتراجع الطبوبي عن بعض شروطه حين يدرك أن التحالف الحاكم متماسك و رافض للحوار دون جميع مكوناته، فالتحالف الحاكم اليوم أصبح اليوم و عكس ما يتصوره بعض المتابعين و القارئين للمشهد أكثر تماسكا من التحالف المعارض و ما يجمع مكوناته أكثر بكثير مما يفرّق بينها…لكن التحالف المعارض لن ينجح في توحيد صفوفه أبدا…فشرط عدم تشريك كتلة الائتلاف في الحوار لن يضرّ في شيء التحالف الحاكم لأن ثمنه سيكون عدم تشريك الدستوري الحر، لكن الشرط الأهمّ سيكون بالتأكيد الإمضاء على هدنة اجتماعية لمدّة لا تقلّ عن ثلاث سنوات قابلة للتمديد مقابل الحفاظ على القدرة الشرائية للمواطن، من خلال العمل على تجميد الأسعار طيلة مدّة الهدنة من لدن التحالف الحاكم …
دون ذلك سيكتفي التحالف الحاكم بمتابعة حوار أعرج عبر وسائل الإعلام لا تكون مخرجاته ملزمة لأي طرف من أطراف الحكم.