جور نار

محمد الأطرش: الخوف من الماضي … أوجع الحاضر … وقطع الطريق أمام المستقبل

نشرت

في

آه لو تتكلم حيطان البنك المركزي عما حدث فيها منذ 2011

لم يدرك بعضنا أن أكبر مشاكلنا اليوم هي رفض بعضنا للاختلاف …وعدم قبول الآخر…فكل الأحزاب السياسية التي ولدت بعد يوم الخديعة وأقصد 14 جانفي 2011 تبنى خطابها على رفض القديم وشيطنته…

<strong>محمد الأطرش<strong>

فإذا تحدثنا عن الفساد ربطناه بما قبل 14 جانفي 2011…وإن تحدثنا عن الاستبداد ربطناه بما قبل 14 جانفي 2011…وإن تحدثنا عن الفقر ربطناه بما قبل 14 جانفي 2011…وإن تحدثنا عن الظلم ربطناه بما قبل 14 جانفي 2011…فكل مآسي الدنيا ومساوئ الحكم والتسيير نربطها اليوم في خطابنا السياسي بما قبل 14 جانفي 2011….والغريب في تدهور الخطاب السياسي وسقوطه اليوم هو أنه خطاب حقد وتشويه وشيطنة…فلا أحد من ساسة اليوم يخرج علينا ليقول لنا عن برامجه المستقبلية وما يريد فعله لهذه البلاد دون أن يرمي الآخر بكل موبقات الدنيا…

خطابنا اليوم حقد وتشويه لا أكثر…فلا أحد خرج علينا ليقول لنا كيف حال وضعنا الاقتصادي اليوم…وكيف كان عليه قبل ذلك التاريخ المشؤوم ….هل ذكروا في خطبهم حجم الاحتياطي المالي للدولة سنة 2010؟؟…هل تحدثوا عما كانت عليه نسبة المديونية سنة 2010؟؟؟ هل ذكروا أرقام الميزان التجاري سنة 2010؟؟…هل قارنوا كل ذلك بما نحن عليه وفيه اليوم ؟؟ لا أحد فعل ذلك…ولن يفعلوا أبدا…

جميعهم لا يريدون ترديد غير أغنية حاقدة كلماتها تشويه وشيطنة لقديم ولدوا فيه، وتعلموا منه، وعاشوا فيه أجمل سنوات حياتهم، فبالأرقام قلّة لا وزن لها مقارنة بتعداد سكان هذه البلاد عارضت الحكم فعانت التضييق والسجون والبقية كانوا في البلاد يعيشون وبخيراتها يسعدون…

أتمنى أن يخرج علينا أحدهم من هواة الكذب والتدجيل والتشويه وعدم قبول الآخر بخطاب يذكر فيها كل ما تحقّق في الماضي…أتمنى أن نعرف ما كانت عليه نسبة الفقر سنة 2010؟؟؟…وما كانت عليه نسبة الطبقة المتوسطة التي ذابت اليوم سنة 2010؟؟؟… أتمنى أن يلملم أحدهم شتات شجاعته ليعترف بالعدد الحقيقي للعاطلين سنة 2010 دون نفخ في كل الأرقام السلبية لغاية في نفس الحاقدين؟؟؟…

أتمنى أن يخرج أحدهم ليقول السبب الحقيقي لما وصلنا إليه اليوم؟؟ هل كانت منظومة ما قبل 14 جانفي 2011 هي سبب مآسينا؟؟ لا أظنّ أن يخرج هذا “ألأحدهم” ليعترف بذلك فكلهم جبناء ولا أحد منهم سيعترف بما ارتكبه بعد أن وعدوا الشعب بالجنة والديمقراطية…فبعضهم كان يصرخ ويواصل الصراخ بأن تونس ستصبح جنّة بعد خروج بن علي رحمه الله…فماذا وقع …خرج بن علي ومات في منفاه ولم نر شيئا من جنتهم…غير “الضراط الثوري” وخداع أشباه الساسة…السياسة وحكم البلاد “مش تفدليك …سيب عليك”….

خلاصة أمرنا…خوف بعضنا من الماضي…أوجع حاضرنا…وقطع الطريق أمام مستقبلنا….

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version