أيعلم وندال العصر أن تونس اليوم ضحية غباء من حكمونا منهم لعشر سنوات؟ ألم يدركوا حقيقة ما فعلوه بالبلاد والعباد خلال عشر سنوات؟ ألم يخرج علينا بعضهم بديمقراطية “القطع مع الماضي”…
أليست سياستهم العرجاء هي من أوصلنا إلى ما نحن فيه اليوم؟ فمن “الحمار” الجهبذ الذي جاءنا بهذه النظرية مع الاعتذار للحمار و”صاحب الحمار”…ألم يعلنوا البدء في ممارسة ديمقراطية الاجتثاث انطلاقا من المؤسسة الأمنية فأطردوا كل من لهم علاقة بالماضي “بهدف القطع مع الماضي”…ألم يتحولوا بعدها إلى مؤسسات الدولة ليطبقوا فيها نظريتهم…
أطردوا العُمد “بهدف القطع مع الماضي”…وأبعدوا الولاة “بهدف القطع مع الماضي”…وأبعدوا من كانوا مع الولاة “بهدف القطع مع الماضي”…وأبعدوا كل معتمد من الماضي “بهدف القطع مع الماضي”…وأبعدوا كل كاتب عام من الماضي “بهدف القطع مع الماضي”…وأبعدوا كل رئيس مصلحة من الماضي “بهدف القطع مع الماضي”…وأبعدوا كل مدير عام من الماضي “بهدف القطع مع الماضي”…وأبعدوا كل من تحمّل مسؤولية في الماضي “بهدف القطع مع الماضي”…
ثم جاء الدور على الاقتصاد فأغلقوا كل ما يذكّرهم في نتائج الماضي “بهدف القطع مع الماضي”…ثم تذكروا أرقام الماضي فحاولوا تحطيم كل أرقام الماضي، فلم ينجحوا فخفضوا في أرقام الماضي “بهدف القطع مع الماضي”…ولم ينسوا في حملتهم نجاحات الماضي فاغتاظوا من كل ما حققناه في الماضي وعوّضوا النجاحات بالفشل “بهدف القطع مع الماضي”…وتذكروا أيضا نسبة نمو الماضي فخفضوها إلى دون الصفر “بهدف القطع مع الماضي”…
ذوذكرهم البنك الدولي في أرقام البنك المركزي واحتياطي العملة في الماضي فقرروا الانتقام من الماضي “بهدف القطع مع الماضي”…واغتاظوا من عدد قتلى حوادث المرور في الماضي فأعلنوا الرفع في هذا العدد “بهدف القطع مع الماضي”…وتفطنوا إلى أننا كنا نعيش الاستقرار فلا إرهاب ولا فوضى ولا غلق لمواقع الإنتاج فقرروا خلق الفوضى ونشر الإرهاب…. “بهدف القطع مع الماضي”…
ومن شدّة غباء وحمق بعضهم لا تستغربوا أن يقرروا يوما حرق كل كتب محمود المسعدي أو حتى إيليا أبو ماضي… ومنع بثّ أغاني عليّة وحبيبة مسيكة وحتى عفاف راضي… ولأنهم أعداء الماضي فلا تستغربوا أيضا أن يخرجوا علينا يوما بقرار ذبح كل من يذكرهم بالماضي… بسكين “ماضي”…لتصبح تونس من الماضي…