محمد الأطرش: نريد رئيسا من كوكبنا…وليس من كوكب آخر…
نشرت
قبل 4 سنوات
في
يقول ساكن قرطاج إنه من كوكب آخر غير كوكبنا، وهل نحن في حاجة إلى رئيس من كوكب آخر؟؟ وهل نحن في حاجة إلى من لا يشعر بما نشعر به، ويعاني ما نعانيه؟ وهل نحن في حاجة إلى من يتعامل معنا وكأنه عائد من زمن غير زماننا…وكأنه جاء إلينا فقط ليسكن القصر ويفاخر بالكرسي ويخطب فينا خطبا لم ننجح إلى ساعتنا هذه في فكّ شفرتها…
هل نجح في حلّ مشكل واحد من مشكلات البلاد؟؟ هل كان الرئيس الجامع الذي لا يميّز بين أي من مكونات هذا البلد؟ ما يأتيه اليوم ساكن قرطاج لا يختلف كثيرا عما يأتيه “الشعبويون” في العديد من دول العالم فهؤلاء ليس لديهم أي خطة لمعالجة الأسباب الجذرية لمشكلات دولهم، بل يعمدون فقط إلى الإيهام بمعالجتها بطريقتهم للفت النظر والتفاخر بأمر فشلوا فيه … فأغلب الدول أو الحكومات التي تختار “شعبويا” على رأسها تنهار بعد فشل ساستها في ممارسة حكم إيجابي و فعال، و أغلب من تميّزوا بالشعبوية من رؤساء بعض الدول والحكومات يحبّذون دائما الحدّ من حقوق خصومهم بشكل أو بآخر، وهذا ما يفعله ساكن قرطاج أو ما يحاول فعله بحجج واهية وخطب نارية مسمومة وملغومة لا أحد يمكنه فكّ شفرتها ومعرفة خفاياها…
وعادة ما يلجأ “الشعبويون” إلى توزيع الاتهامات يمنة ويسرة، فتراهم يتهمون خصومهم دون ذكرهم ويصفونهم بالخيانة والعمالة لقوى أجنبية لا أحد يعرف من تكون …ورئيسنا وساكن قصر رئاستنا من هؤلاء وقد يكون أفظعهم…فالرجل لا يعترف بالدولة ولا يؤمن بمفهوم الدولة، فالدولة هي ما يريده هو وما يفعله هو…ساكن القصر لم نسعد يوما بابتسامته…ولم يضحك يوما ملء شدقيه…وكأني به يعيش حالة دائمة من الغضب وكأني به لا يعلم أن أول الغضب جنون وأن آخره ندم…فساكن قرطاج لم يقرأ حسابا للندم فما يأتيه اليوم وما يفعله هو أقرب إلى الجنون منه إلى العقل في بلاد تعاني الإفلاس غير المعلن، وتعيش على مقربة من حافة الانفجار الاجتماعي…
فكيف يصل به الأمر إلى تشبيه أداء اليمين بالمرور على الصراط يوم القيامة أهذا من العقل؟ ولسائل أن يسأل هل أن رئيسنا اليوم على قناعة تامة بما يأتيه وما يتعنّت في فعله؟ ألم يقرأ حسابا لتداعيات ما قرره وما أتاه؟؟ ألم يقدّر موقفه التقدير السليم؟ ألم يدرك مدى خطورة موقفه على مستقبل البلاد واستقرارها؟ ألم يدرك أنه بما أتاه من موقف إنما ينفخ في نار الفتنة والأزمة، وقد تتوسع رقعة الحريق لتأتي على الأخضر واليابس وتغرق البلاد في الفوضى…أهذه حقّا الديمقراطية التي بها يبشرون ويفاخرون؟؟ صراحة ومنذ وصوله قرطاج وخطابه الأول أدركنا حقيقة ما سنعيشه في عهدته، فالديمقراطية التي لها يروّج ليست تلك التي يمارسها…فجميعكم اليوم أدركتم وبعد فوات الأوان أن دستورنا مشلول وغير قابل للتعديل بالسهولة التي يتصورها البعض ما لم تتغيّر التوازنات داخل مجلس باردو، ولن تتغيّر التوازنات دون تعديل للقانون الانتخابي… فدستور أعرج لن يمهّد لغير ديمقراطية عرجاء…
ولساكن القصر أقول، كان من الضروري في ما أتيتموه من رفضكم للوزراء الجدد بحكومة المشيشي أن تكونوا أكثر حكمة وعقلانية …فالعنتريات واستعراض العضلات القانونية والفقهية الدستورية لن تذهب بكم بعيدا، ولن تجعل منكم الحاكم بأمره أو أمير المؤمنين الذي به تتشبهون، وصفته تنتحلون بما في خطبكم تقولون…عنتريتكم لن تخرج البلاد من أزمتها الأكبر والأخطر منذ وجودها، وتعنّتكم قد يؤدي بالبلاد إلى صدام لسنا في حاجة إليه ونحن نعاني الإفلاس غير المعلن، وعنادكم ومكابرتكم سيكونان سببا في ضياع البلاد …و”ركوبكم رأسكم” لن يذهب بكم بعيدا في ما تنتظرون … ولأننا نحب هذه البلاد كما لا يحب البلاد أحد…نريد رئيسا من كوكبنا وليس من كوكب زُحلْ…أقول هذا لأنك أنت المسؤول عن الكثير مما آل اليه حالنا…