محمد الزمزاري: القطاع الفلاحي : مشاكل مزمنة و مطالب مطروحة!
نشرت
قبل 4 سنوات
في
صيحة فزع أطلقها الفلاحون أخيرا و هم يعيشون أدق و أصعب فترة مر بها القطاع خلال العشر سنوات الأخيرة … و رغم تداول عديد الوزراء على القطاع ، لم تطرح برامج واضحة و لم يتم رفع العراقيل أو التقدم بالفلاحة أو تنمية وتصنيع الإنتاج الفلاحي أو الاستجابة إلى مطالب الفلاحين صغارا و كبارا ..
تدهورت حالة الفلاح في جل جهات الوطن و تعددت الآفات من حرائق الغابات و سهول الحبوب إلى سيطرة الوسطاء و مافيات التلاعب بقوت الشعب و بفلاحيه ..و وصلت الحالة المزرية بفلاحينا إلى اطلاق صيحة فزع خلال هذا الأسبوع و هم يرون توريد منتوجات فلاحية من الخارج لمزيد الإجهاز عن مصادر قوت الفلاحين … و إن نفت الأطراف المسؤولة علاقتها أو حتى درايتها بتوريد الأطنان من بعض المواد الفلاحية المزاحمة للإنتاج الوطني، فان الصرخة بقيت عالية مشفوعة بعديد مطالب الفلاحين التي بقيت مزمنة …
من هذه المطالب ضرورة توفير مادة “الأمونيتر” و الضغط على أسعارها و المضاربات التي تصحب بيعها للفلاح … و ضرورة النظر في تأجيل أقساط القروض الموسمية … و تحريك الدواوين لاستيعاب الإنتاج بطرق علمية …و الزيادة في طاقة الخزن عوض نشر الحبوب في العراء و تلف عديد الأطنان المعدة لتغذية شعب تلوح عليه بوادر الفاقة و القحط :
نقص في الأمونيتر و مساحات حبوب محروقة و عجز عن خزن نسبة من كميات القمح أو الشعير و خنق الفلاح بدفع أقساط القروض الموسمية أو تعطيلها.
نقص في حملات تحسيس الفلاحين بضرورة تأمين الصابة ضد الجوائح
مضاربات وسمسرة و تلاعب لا بمداخيل الفلاح فقط بل بقوت شعب يرى أسعارا للمواد الفلاحية لا تطالها يده.
طاقة خزن الحبوب تتطلب التنظيم الجدي السريع لاجتناب إعادة مهازل لم تعرفها البلاد حتى في العهود القرطاجنية و الرومانية قبل و بعد ميلاد المسيح
أسعار منتوجات الصيد البحري الذي يغطي 1300كلم طولا وعرضا من الشمال الى الوسط و الجنوب تباع في الاسواق باسعار تفوق ما يعرض بأوروبا ..
توريد للأسماك من موريتانيا أمام عجز عن دعم القطاع وهي حالة مزمنة منذ فترة ما قبل 2011 فأين نحن ذاهبون بقطاع له أهم دور في توفير الاكتفاء الذاتي لشعب لم يتجاوز 12 مليونا في حين ان إمكانيات انتاجنا المتنوعة من حبوب و زيت و تمور و خضروات و قوارص قد تكفي للاستجابة الى نصف شعوب افريقيا متى ما خضعت لبرامج علمية و تأطير ناجع و تشجيع الفلاحين وطمأنتهم على تصنيع و تسويق منتوجاتهم .
حقا إن بلادا متخلفة ستنهار فيها جل القطاعات مثل التعليم و الصحة و الثقافة و الأوضاع الاجتماعية و السياسية و هي نتائج حتمية لعدة عوامل أفرزتها سياسات فاشلة لا تعترف بفشلها لكن أن نرى قطاع فلاحة يلوح بالانهيار فذاك وضع لن يبعث على التفاؤل بمستقبل قريب قدر ما يهدد بمضاعفة أعداد جياع هذا الوطن