هل سينتقل الصراع فعلا من مبنى مجلس النواب إلى الشارع؟
نشرت
قبل 4 سنوات
في
..على اثر الندوة الصحفية لهيئة الدفاع عن الشهيد شكري بلعيد و ما تم طرحه اثناءها من حقائق اضافية حول الاغتيال و الجهاز السري و تهديد حاكم التحقيق في القضية و اختفاء وثائق من الغرف السرية كان منتظرا من حزب النهضة ان يحاول جاهدا الخروج من المربع الخطير و الذي قد يزيد من استنزاف خزان قواعده او يصل ببعض اعضائه للمثول امام المحاكم العسكرية.
كثرت التخمينات عن صور ردود فعل النهضة وكان عليها ان تختلق مخرجا جديدا ذا وجهين مختلفين: إما اعتماد تكتيكات كلاسيكية تمثلت في مبادرة الشيخ الغنوشي بالتقرب من الاتحاد العام التونسي للشغل الذي يلوح و لاول مرة في الاشارة الى دوره السياسي للوصول الى اتفاق بين السلط المتنافرة ..هذا وجه اول اما الثاني فقد تمثل في حشد قواعد النهضة للخروج للشارع وهي مبادرة تضاف الى مسؤوليته في اية اخطار او فتن قد تحيط بالبلاد تبعا لهذه الدعوة.
ومن ناحية اخرى بادرت بعض الاحزاب اللصيقة بحزب النهضة مثل قلب تونس عن طريق احد قياديه “عياض اللومي” الذي سارع بالتصريح وتاكيد مساندة حزب نداء تونس لـ”هشام المشيشي” وذهب الى القول بأنه “اذا كان الحل يكمن في الاستقالة فان رئيس الجمهورية هو من يجب ان يستقيل”!! …
رجوعا الى ردود فعل النهضة والتي تضاف الى الاتهامات الخطيرة التي ضيقت عليها الخناق هذه المرة، يمكن ان نذكر مواقف عدد وكتل من نواب المجلس المتحفزين للمطالبة بسحب الثقة من الغنوشي.
ولعل عدد هؤلاء هذه المرة قد يقترب او يصل الى النصاب القانوني لاقالته باعتبار استنزاف صورة رئيس المجلس وتاكيد فشله في ادارة أشغال مجلس اصبح مرتعا للصراعات و الاعتداءات و التهديد و البلطجة، و لمواقفه المنحازة مع حلفاء حزبه.
لكن الامر الذي يبعث على القلق يبقى دعوة الغنوشي الى حشد القواعد النهضوية للخروج للشارع و الذي يقابله اعلان “تعبئة عامة من لدن الحزب الدستوري و اعتبار ان المعركة قد تحولت الى الشارع…
الاخطار الداهمة تهدد هذا الوطن وافاق المواجهات السياسية الساخنة تنذر بمزيد التعفن والفتن