فُرن نار

محمد الزمزاري: قمر صناعي لتونس؟

نشرت

في

كان من المؤمل بمناسبة الاحتفال بعيد استقلال تونس 20مارس أن يتم اليوم اطلاق القمر الصناعي من طاجيكستان ليستقر في مجاله المحدد فوق شمال افريقيا …

<strong>محمد الزمزاري<strong>

و نحن اذ نبارك هذه الخطوة الهامة التي ستدعم الخدمات الاتصالية فاننا نرجو ان يتم توجيه هدفها في ظل الضغوط الاقتصادية و الاجتماعية بالبلاد نحو مصلحة تونس وان لا تكون براي العديد الشجرة التي تغطي غابة اهداف اخرى خاصة ان احد اكبر المسؤولين عن هذا المشروع الهام الذي تطلب اموالا طائلة قد دارت حوله عديد الشبهات اثناء فترة “الترويكا” و خاصة حول شركة الطائرات التي كان يديرها وافلاسها و هذا ملف اخر..

وحتى نتناول تاريخ المبادرات العلمية التونسية في مجال الفضاء وهو مجال لم يكن بالامكان تطويره او تشجيعه رغم اهميته و كفاءة القدرات الفنية لشباب تونس منذ سنوات السبعينات ضمن “نادي العلم و الشباب” الواقع قرب محطة ال T. G. M مقر عمادة المهندسين الحالي… لقد انطلقت اول محاولة لاطلاق “صاروخ مرجان 701” خلال شهر جويلية 1970من طرف مجموعة من الشباب خاصة التابعين للاذاعة الوطنية التونسية عندها نذكر منهم “الباجي صانصة ” و”علي الطرهوني ” وقد تمت التجربة بتاطير المهندس الفذ “على المانسي”

جدير بالذكر ايضا ان هذه المبادرات كانت بتنسيق و تاطير من الشركة الفرنسية CN. E. S. P . المختصة بهذا المجال الواقعة بمقاطعة. Clermont-ferrand التي قامت بتكوين ثلة من نادي الشباب والعلم بمصانعها ..تم اطلاق الصاروخ “مرجان 701” من منطقة “اوتيك “(ولاية بنزرت) ووصل مداه الى 1200متر. . …خلال 1971 ودائما بمبادرة فريق الاذاعة الوطنية تم اطلاق الصاروخ “مرجان712″ خلال شهر جويلية من المطار العسكري برج العامري وكان الفريق مكونا ايضا بالاضافة الى” على المانسي” و “الباجي صانصا ” من بقية شباب نادي العلم اما مدى هذا الصاروخ فهو ايضا 1200متر لان كلا من الصاروخين “مرجان 701” و “مرجان712” كان مجهزا بمحرك واحد …

في نفس السنة 1971 بادر الشباب باطلاق الصاروخ الثالث ” ابن فرناس 713″ من مطار برج العامري ايضا وهذا الصاروخ كان مزودا بمحركين اثنين ووصل مداه الى 18000متر بنجاح … الفريق التقني كان تحت اشراف المهندس “على المانسي” ومعه كل من” نور الدين الدوس” “وفوزي بن سليمان “وفوزي الجاوي” و”محمدباشا” …

بقيت هذه المبادرات حبيسة تلك السنة بسبب مخزون تاريخي من الرهبة تجاه هذا النوع من النشاطات الهامة و عدم توفر التشجيع و اعطاء الاهمية المطلوبة لقطاع البحث العلمي الذي هو احدى اهم ركائز تقدم الشعوب …واليوم لم يعد رجاؤنا ارسال دعوة يائسة للعناية بالبحث العلمي و تنشيط المختبرات بانواعها و تشجيع كل بوادر الاختراعات لدى شباب لا تنقصه الا تجاوز عقلية “تقزيم”البوادر الخلاقة في مختلف المجالات. لكننا نرجو مجددا ان يكون القمر الصناعي الذي يطلق اليوم 20مارس 2021 اداة لتقدم قطاع المجالات الاتصالية لا رافدا لاهداف او تطلعات غيرها…

وتحيا تونس حرة مزدهرة و لو كاد الكائدون …

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version