جلـ ... منار
محمد الماغوط: مريض نخب أول
نشرت
قبل 4 سنواتفي
مريض عادي: أخي جاوز الظالمون المدى
مريض آخر: إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر
مريض آخر: بيتي بشارع الحمرا غلطان بالنمرة
مريض آخر: و بها تمّت الوحدة
مريضة عادية: بدي عريس أسمر عربي، شرط من المتحدة طلبي.
مريض نخب أول: انتبه، استعد، صباح الخير.
مريض عادي: أصبح عندي الآن بندقية، أصبحت من الثوار
الطبيب: إما أن تسكتوا، أو أستدعي لكم فيليب حبيب
الجميع: صمت، و رعب
مريض نخب أول: استدع ما تشاء، ما زلت عند رأيي، صباح الخير
الطبيب: انتصف الليل، و تقول صباح الخير
المريض: أعرف، و لكن أنا كثوري، لا يجوز أن أرى إلا الجانب المشرق من الحياة، و لذلك يجب أن أرى الظلام نورا، و الغروب فجرا، و الساقية نهرا، و الجوع تخمة، و التسول سياحة، و النهب تنمية، و بناء السجون إعمارًا.
الطبيب: و الهزيمة نصرا، و الاحتلال تحريرا، مفهوم، مفهوم، من أنت؟ الإسم الكريم؟
المريض: نمر بن صقر بن نسر بن عقاب
الطبيب: ما هذا الاسم الغريب
المريض: هذا اسمي الحركي
الطبيب: و اسمك الحقيقي؟
المريض: قطة.
الطبيب: و لماذا تحمل هذه البندقية إذن؟
المريض: لا أعرف، سوى أننا نحن الثوار الأبرياء، عندما نجد سلاحا لا نجد أرضا، و عندما نجد أرضا لا نجد سلاحا، و نريد أن نتصدى للعدو بصدورنا، يأتي من يبيعها من وراء ظهورنا
الطبيب: كل هؤلاء المرضى من ضحايا الخطابات، فلا تزد في طنبورهم نغما بك و ببندقيتك. خذها و انصرف في حال سبيلك
المريض: إلى أين؟
الطبيب: إلى الجبهة
المريض: أية جبهة؟
الطبيب: حيث يوجد الأعداء
المريض: أي أعداء !
الطبيب: ألا تعرف أين كنت تقاتل و مع من؟
المريض: طبعا، كنت في أريتريا، عندما استدعوني إلى الصومال، فرفضت الالتحاق بالمعركة ما لم تلتحق جميلة بوحيرد من الأوراس، و أحمد سوكارنو إلى النبطية، ثم أصبت في السلفادور، و عولجت في الصين، و استشهدت في الكونغو، ثم مررت في الشوارع، شوارع القدس العتيقة … عفوا دكتور، إنني متعب جدا، هل تسمح لي بأن أسند رأسي على وعد بلفور، على مؤتمر الخرطوم؟
الطبيب: نفس الشيء
المريض: في الحقيقة، إنني مشوش، عقلي لم يعد يجمع أي شيء، معي فلَتان نضالي في رأسي، و كل ما أذكره و أعرفه، أنني أحمل البندقية الفارغة بيد، و غصن الزيتون اليابس بيد، و أهيم على وجهي من بلد صديق إلى بلد شقيق، في الأوحال في الأدغال، في الكهوف في الجبال.
الطبيب: راجعون. راجعون …
المرض: أهلي تبرؤوا مني، و جيراني تجاهلوني، ماذا حدث لصلة القربى و حسن الجوار بالمنطقة؟
الطبيب: راجعون. راجعون..
المريض: قصدت أحد الفنادق لأنام، فطلبوا هويتي، و أنا كمقاتل، قدمت لهم طبعا بندقيتي، فلم يعترفوا بها، و ألقوها في وجهي أمام جميع النزلاء، ماذا جرى لحسن الضيافة في هذه المنطقة؟
الطبيب: راجعون. راجعون.
المريض: صدعوا رؤوسنا في الصحف و الإذاعات و الخطابات، بالبندقية، البندقية، و مع ذلك ما من دولة تقبل بها على حدودها، أو في فنادقها، أو مطاعمها، حتى في المدارس و الدامعات قدمتها كمصدقة مدرسية، فلم يعترفوا بها، و لم يتعاطف معي أحد، الأساتذة مستمرون في الإلقاء، و الطلبة في الإصغاء، و أنا و بندقيتي على الرصيف، ماذا جرى للطلاب و المعلمين في هذه المنطقة؟
الطبيب: راجعون. راجعون.
المرض: أعطني أذنك قليلا يا دكتور. أكثر من ذلك، عرضت استخدامها كمجرفة في الحقول، كمطرقة في المصانع، كمكنسة في الشوارع، فلم يعترفوا بها. ماذا جرى للعمال، للفلاحين، للزبالين في هذه المنطقة؟
الطبيب: راجعون. راجعون.
المريض: أعطني أذنك الثانية يا دكتور: حتى أنني مددتها قبل يدي مستعطيا في الشوارع، فأعرض عني المارة، و تآمر عليّ المتسولون، رفاق الأسمال و العاهات الواحدة. ماذا جرى للمحسنين، للمتسولين في هذه المنطقة؟
الطبيب: راجعون. راجعون.
المريض: الكل يريد أن يجهز على الآخر، و يأكل لقمته، و يرتدي ثيابه، و جلده لو استطاع، و لا صوت يرتفع، حتى ليقال إن حرارة المرضى في المستشفيات العربية لم تعد ترتفع إلا خلسة في الليل و بعد إطفاء الأنوار. ما هذا الرعب، يا دكتور؟
الطبيب: راجعون. راجعون.
المريض: تصور يا دكتور اليوم و أنا مختبئ في أحد البساتين، و الرصاص يلعلع فوق رأسي، قالت لي تفاحة همسا من على غصنها: أرجوك، كلني و أرحني من هذه المنطقة… ماذا جرى للفاكهة و الخضار في هذه المنطقة؟
الطبيب: راجعون. راجعون.
المريض: و الآن معدتي فارغة، و جيوبي فارغة، و بندقيتي فارغة، ماذا أفعل؟ هل تسمح لي بأن آكل هذه السماعة؟ إني أنام واقفا كالأشجار فأنا فلاح و لا يضيرني ذلك.
الطبيب: راجعون. راجعون.
المريض: أليس من المفارقات العجيبة يا دكتور، أن المبعوث القادم إلى المنطقة لذبح فلسطين، و تصفية الوجود العربي، و المستقبل العربي، ينام في أرقى الفنادق العربية، و أنا الذي نذرت دمي لاستعادة فلسطين و حماية الوجود العربي، و المستقبل العربي، أنام على الرصيف المقابل لفندقه. أكاد أنفجر.
الطبيب: راجعون. راجعون.
المريض: ثم إذا كان 99 بالمائة من أوراق الحل في المنطقة بيد أمريكا ، و الورقة الأخيرة بيد اسرائيل، فمعنى ذلك أنه لم يبق بأيدي العرب سوى أوراق الرحيل. و لكن إلى أين؟ أكاد أجن.
الطبيب: راجعون. راجعون.
المريض: دكتور. ألا تسمع. أكاد أجن
المرضى (و هم ينهالون عليه ضربا و لكما): يا قليل الوجدان يا عديم الإحساس، حتى الآن لم تجنّ؟
تصفح أيضا
جلـ ... منار
ترامب الثاني: انتظار الفاشية خلف انتصار الـ”ماغا”!
نشرت
قبل 7 ساعاتفي
9 نوفمبر 2024من قبل
التحرير La Rédactionصبحي حديدي:
بعد الهزيمة المدوية التي مُني بها الحزب الديمقراطي الأمريكي، في شخص مرشحته للرئاسة كامالا هاريس ومقاعد مجلس الشيوخ في وست فرجينيا ومونتانا وأوهايو؛ لم تكن مفاجأة أن النقد الأوضح لخطّ الحزب واستراتيجيته أتى من أحد كبار “المشبوهين المعتادين” القلائل جداً في نهاية المطاف: السناتور برني ساندرز.
“ساندرز” يعتبر نفسه مستقلاً، ولكنه ينضوي ضمن تجمّع الديمقراطيين في مجلس الشيوخ ولا ينأى عنهم إلا في مناسبات قليلة؛ لأنه، في واقع الأمر، محسوب عليهم في أعمّ المناسبات.
ما يقوله ساندرز اليوم ليس جديداً من حيث المبدأ، أو هو لا يتصل أساساً باندحار هاريس والحزب الديمقراطي، لأنّ إهمال أولويات الطبقة العاملة، كما يساجل ساندرز اليوم، ليس خياراً طرأ على الديمقراطيين خلال الأشهر القليلة التي أعقبت عزوف جو بايدن عن الترشيح وصعود نجم هاريس؛ بل هو قديم ومتقادم وجزء لا يتجزأ من الشطر الرأسمالي في فلسفة الحزب الديمقراطي، على غرار الحزب الجمهوري وإنْ بفارق هنا أو هناك. كذلك يحيل ساندرز بعض أسباب الهزيمة الأخيرة، بل يوحي ضمناً بأنها الأبرز: “بينما دافعت قيادة الحزب الديمقراطي عن الأمر الواقع، كان الشعب الأمريكي غاضباً وأراد التغيير. وكان على حقّ”.
ليس تماماً، أو على الأقلّ ليس بمعدّل 71.7 مقابل 66.8 مليون ناخب، والفوز في التصويت الشعبي للمرّة الأولى بالنسبة إلى مرشح جمهوري منذ سنة 2004؛ و295 مقابل 226، في المجمّع الانتخابي؛ وليس في 27 مقابل 18، على صعيد الولايات؛ وليس وقد اتضح أنّ أداء هاريس كان أضعف من أداء بايدن 2020 في كلّ الولايات… التأزم، استطراداً، أبعد من مجرّد “غضب” شريحة من الشعب الأمريكي؛ والهزيمة هذه ليست أقلّ من فصل جديد في مسلسل طويل من انتقالات عاصفة وتحوّلات كبرى يعيشها المجتمع الأمريكي، فلا تقتصر على الحزبين الديمقراطي والجمهوري وحدهما، بل تمسّ سائر فئات الشعب وطبقاته، على أصعدة شتى اجتماعية ــ اقتصادية، ثمّ سياسية ومعنوية وأخلاقية وثقافية، وسواها.
في الوسع الابتداء من حقيقة أولى بسيطة، ماثلة للعيان وأوضحتها أنساق التصويت الاجتماعية والجغرافية والعُمْرية، مفادها أنّ الولايات المتحدة بعد 248 سنة على إعلان استقلالها ليست، بعدُ، مستعدة لانتخاب امرأة إلى منصب الرئاسة؛ وهيهات، تالياً، أن تكون جاهزة لانتخاب امرأة من أصول مهاجرة، آسيوية وسوداء البشرة في آن معاً. وفي باطن هذا المعطى الأول لوحظ أنّ تصويت المجموعات الهسبانية ذهب إلى ترامب بمعدّل 45 بالمائة، رغم التصريحات العنصرية البغيضة التي شهدتها بعض تجمعات ترامب الانتخابية، على مسمع ومرأى منه (كما في تعليق توني هنشكليف ضدّ بورتو ريكو بوصفها “جزيرة القمامة” مثلاً)؛ وهذا فضلاً عن أغلبية عالية لصالح ترامب في أوساط الرجال، لاعتبارات ذكورية لا تخفى.
وجهة أخرى في استدلال مغزى مركزي خلف الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة هي تلك التي تبدأ من تصريح ترامب، خلال خطبة انتصاره، بأنّ الـMAGA (مختصر للحروف الأولى من شعار ترامب الانتخابي باللغة الإنكليزية: جَعْلُ أمريكا عظيمة مجدداً) هي ‘أعظم حركة سياسية في التاريخ’؛ ليس لأنها كذلك بالفعل، فهي أبعد ما تكون عن أيّ طراز من العظمة حفظه التاريخ، بل لأنّ مكوّنات الاستيهام فيها حرّكت عشرات الملايين خلف ترامب: أشدّ تأثيراً من الاقتصاد ومسائل التضخم والقدرة الشرائية، وأدهى استقطاباً من رهاب اللاجئين والمهاجرين والأجانب، وأعمق دغدغة للكوامن الفاشية التي تصاعدت وتتصاعد في نفوس أمريكيين كُثُر ابتداء من العقدين المنصرمين.
كيف يُلجَم رجل كهذا وهو يسيطر على البيت الأبيض، ومجلس الشيوخ، ومجلس النوّاب، والمحكمة العليا، فضلاً عن كونه القائد الأعلى الفعلي للقوات المسلحة؟
وفي قلب الـ”ماغا” كان يتنامى هوس “القومية الأمريكية” الذي لم يعد غريباً أو ناشزاً أو نادر الاستخدام كما كانت الحال قبل صعود ترامب، ومنذ شيوع هستيريا تعظيم أمريكا سنة 2015، حين تضاعفت أكثر فأكثر النزعات العنصرية والمناطقية، وفلسفات “التفوّق” العرقي الأبيض. كذلك، في جزء متمم، لم تعد الولايات المتحدة حصينة تماماً إزاء مؤثرات العالم خارج المحيط، ولم يعد تكوينها المجتمعي ــ الذي ساد الاعتقاد بأنه متعدد المنابت، تعددي الأعراق ــ بمنأى عن يقظة القوميات هنا وهناك، في العالم بأسره ثمّ في أوروبا حيث المنبع الثقافي الذي يغذّي قسطاً غير ضئيل من “القِيَم” الأمريكية.
وكي لا يُظلم ترامب أو تُنسب إليه وحده شرور الـ”ماغا” فإنّ غالبية الإدارات الأمريكية السابقة، منذ عهد وودرو ولسون وليس رونالد ريغان أو جورج بوش الأب والابن؛ لم تفعل سوى محاولة تطوير المشروع الإمبريالي الأمريكي، السياسي والاقتصادي والثقافي، تحت هذه المظلة بالذات: سطوة أمريكا العظمى! ولم نعدم كاتباً أمريكياً ظريفاً جنح ذات يوم إلى الشكوى من “واجب مقدّس” أُلقي على عاتق أمريكا تجاه العالم، اتخذ سلسلة تسميات مثل “الإمبراطورية بالصدفة العمياء” و”الإمبريالية بالتطوّع” و”العبء الجديد للرجل الأبيض”. وفي كتاب بعنوان “السلام الأمريكي” صدر للمرّة الأولى سنة 1967 ولم تمنع حرب فيتنام من جعله مرجعاً أثيراً لدى شرائح واسعة من القرّاء في أمريكا، كتب رونالد ستيل: “على النقيض من روما، إمبراطوريتنا لم تلجأ إلى استغلال أطرافها وشعوبها. على العكس تماماً… نحن الذين استغلتنا الشعوب واستنزفت مواردنا وطاقاتنا وخبراتنا”!
والرجل، ترامب، الذي أعلن على الملأ أنّ إعادة انتخابه سوف تخوّله أن يكون دكتاتوراً؛ وأنه سيثأر من خصومه، وعلى رأسهم أولئك الذين كانوا مستشارين في إدارته أو وزراء أو رؤساء أركان أو محامين، بمن فيهم نائبه نفسه؛ وأنّ عودته إلى البيت الأبيض سوف تريح الأمريكيين من واجب الذهاب إلى صناديق الاقتراع الرئاسية، مرّة أخرى أو إلى الأبد… لماذا سوف يعفّ، هذا الرجل بالذات، عن الذهاب إلى أقصى مدى في الفاشية والتسلط وترويض ما يتبقى من قواعد/ نواهٍ ديمقراطية في نظام الولايات المتحدة؟ للبعض أن يتشبث بمقولة رسوخ هذا النظام، وأنه أقوى من أيّة سلطات يمنحها الدستور للرئيس الأمريكي؛ ولكن… كيف يُلجَم رجل كهذا وهو يسيطر على البيت الأبيض، ومجلس الشيوخ، ومجلس النوّاب، والمحكمة العليا، فضلاً عن كونه القائد الأعلى الفعلي للقوات المسلحة؟
من المنتظَر، بالطبع، أن يغرق كبار “نطاسيي” الحزب الديمقراطي، المختلفين عن ساندرز من حيث المنهج والغاية والوسيلة، في ترحيل أسباب الهزيمة إلى عوامل مثل تأخّر بايدن في قرار عدم الترشيح، أو اختيار تيم والتز شريكاً على البطاقة مع هاريس، أو الأدوار التي لعبتها وسائل الإعلام اليمينية واليمينية المتطرفة، أو تدخّل الاستخبارات الروسية لصالح ترامب من زاوية عدم حماس الأخير للحرب في أوكرانيا، أو حتى الآثار (أياً كانت) لعجز هاريس والديمقراطيين عن كسب الصوت العربي في ولاية متأرجحة مثل ميشيغان؛ وسوى ذلك، ممّا هو كثير متعدد ومتشابك، محقّ أو باطل أو في منزلة بينهما. الراسخ، مع ذلك، أنّ فوز ترامب ليس اختراقاً تاريخياً لشخصه وشخصيته وما بات يمثّل في وجدان ملايين الأمريكيين، فحسب؛ بل هو انتصار ساحق للـ”ماغا” في مدلولاتها الأعمق، والأبعد أثراً وديمومة، من المحتوى الركيك الذي يعلن جعل أمريكا عظيمة مجدداً.
وما يصحّ أن يُنتظر من ترامب الثاني ليس المزيد من التطرّف في السياسة الخارجية، وملفات حرب الإبادة الإسرائيلية ضدّ قطاع غزّة، وتعزيز التطبيع مع السعودية خصوصاً، وتقليص الحضور الأمريكي في الأطلسي، فقط؛ بل ما هو آت على صعيد الداخل الأمريكي، أيضاً، لجهة انحسار يمين الجزب الجمهوري، مقابل صعود اليمين المتشدد: العنصري أكثر، والانعزالي أشدّ، والشعبوي أنكى، و… الفاشيّ الأعتى.
ـ عن “القدس العربي” ـ
وفاء سلطان:
مضى على وجودي في أمريكا 36 سنة.
لم أدخل يوما مطعما إلا وتركت للنادلة بخشيشا يفرح قلبها وفوق تصورها.
معظم الذين يخدمون بالمطاعم في أمريكا هم طلاب جامعات ليسدوا مصروفهم، فلقد اشتغل أولادي في المطاعم أثناء جامعاتهم وأعرف كم كان البخشيش هاما بالنسبة لهم.
إلا البارحة قررت أن لا أترك لها سنتا، لكن زوجي رفض القرار وقال كعادته: حرام!
(نعم هو ألطف مني في هكذا مواقف)
أوقح نادلة رأيتها في حياتي، تخبط الصحون على الطاولة وكأنها خرجت لتوها من معركة مع زوجة أبيها.
ضبطت أعصابي بشق الأنفس
لقد اعتدنا ان نفتح حديثا مع من يخدمنا في المطاعم حتى نعرف حياته من ألفها إلى يائها،
ولكن هذه النادلة لم تترك لنا مجالا لنقول: شكرا!
نحن نذهب إلى المطعم ليس من أجل الأكل فقط، بل لتغير الجو وتحسين النفسية، وعندما تقارب الفاتورة المائة دولار وتلقى هكذا معاملة تصاب بالإحباط
حسب رأيي خدمة الزبائن في أمريكا أفضل من أي بلد في العالم زرته، ولنفس السبب لم أحب دول أوروبا!
القاعدة العامة في أمريكا تقول: يجب أن تتعامل مع الزبون كما لو كان دوما على حق!
لو كانت ابنتي محلي لقالت: ماما ارجوكِ سامحيها، لا أحد يعرف كيف كان يومها
هذا صحيح، ولكن على من يشتغل في المرافق العامة وخصوصا المطاعم أن يكون لطيفا تحت أي ظرف!
الحياة لا تعاش إلا ببعض التنازلات، وعندما يتعلق الأمر بعملك يجب ان تتمتع ببعض القدرة على إخفاء آلامك الشخصية ولا تنقل طاقتك السلبية لغيرك!
طاقة كل إنسان تشدّ أو تحجب عنه رزقه، وذلك حسب طبيعتها
كنا ندفع على الأقل 20٪ من قيمة الفاتورة، لكن بعد تراشق بالنيران وشد شعر ترك لها زوجي مبلغا، وأنا أتمتم: يا خسارة
فالسلوك الذي يُكافأ يتكرر!
وفاء سلطان:
في الثمانينات من عمرها.
أحنى الزمن ظهرها قليلا، لكن روحها مازالت تعانق السماء.
التقينا في المكان المخصص لعربات التسويق على باب أحد المحلات.
وبينما هي تسحب عربتها التقت عيوننا فصبّحت علي.
رددت التحية، وتابعت: تبدين جميلة جدا، إذ من النادر أن ألتقي بامرأة بهذه الأناقة والترتيب!
فعلا الحياة الأمريكية العملية أنستنا الكثير من أصول الأناقة والتزين.
إلى حد ما، تعجبني هذه العفوية في أمريكا،
فلقد خففت عنا نحن النساء مهمة التبرج كل صباح، وزادت ثقتنا بأنفسنا.
لكن من ناحية أخرى، من الجميل أن نحافظ على أناقتنا ومظهرنا طالما لا نبالغ
نعم لا نبالغ، فلقد أصبحت الكثيرات من النساء اليوم نسخا متكررة من لعبة باربي:
قشرة من الخارج وفراغ من الداخل
المهم، أشرقت ابتسامتها حتى أضاءت وجهها المهندس بطريقة فنية غير مبتذلة، وقالت بعد أن وضعت يدها على كتفي:
حبيبتي كل سلوك تتقنينه عادة، فمتى تعلمتِ عادة تصبح طريقة حياة
ثم تابعت:
منذ سنوات مراهقتي لا أخرج من البيت حتى أتأكد من أنني أسر الناظر إليّ، فمظهرنا الخارجي يعطي الانطباع الأول
أكدت لها أنها فلسفتي كذلك، وتمنيت لها يوما جميلا
استطلاع
صن نار
- جلـ ... منارقبل 7 ساعات
ترامب الثاني: انتظار الفاشية خلف انتصار الـ”ماغا”!
- اجتماعياقبل يومين
الديوانة التونسية… عرض لعملياتها النوعية الأخيرة
- جور نارقبل 3 أيام
ورقات يتيم … الورقة 85
- اقتصادياقبل 3 أيام
يوم الابتكار الصناعي بين تونس وألمانيا
- اجتماعياقبل 3 أيام
إحداث مكتب بريد ببرج السدرية/الرياض
- جور نارقبل 3 أيام
رغم عيوبه السبعة… الأمريكان يعيدون دونالد ترامب، ولا يستعيدون “معجزة” 2008!
- صن نارقبل 3 أيام
انتخابات أمريكية: تزامنا مع فوز ترامب… الجمهوريون يسيطرون على الكونغرس
- صن نارقبل 3 أيام
الاحتلال يلقي أكثر من 85 ألف طن من القنابل على قطاع غزة