محمد الهادي البديري: الكلمة الطيّبة صَدقة.. إلاّ مع ساسة “الهانة”…
نشرت
قبل 4 سنوات
في
في أيامنا هذه صارت الكلمة الطيّبة نادرة، و قلّ اصحابُ العقول الراجحة و هبط منسوب الحكمة لدى الجميع وأوّلهم ساسةُ “الهانة” في بلد الثلاثة آلاف سنة حضارة (!!!). فعندما نستمع لخطابات نوّاب “المزلس” ووزراء “الغفلة” ورئيس “الصدفة” وسِياسيّي مابعد الثورة وهُم “يتجلطمون” نفهمُ لماذا “ازدهر” الكلام الفاحش في صفوف التلاميذ والطلبة و في الأسواق ووسائل النقل والأحياء السكنية والشواطئ وبرامج تلفزات “بودورو” …
منذ سنوات خلت، حين كان التعليمُ مرادفا للتربية، علّمنا معلّمونا أنّ لقمان الحكيم كان خادما لأحد الناس، فأمره بذبح شاة، فذبحها، فقال له سيده: هات لي أفضل ما في هذه الشاة. فجاءه باللسان. ثم قال له: هات لي أسوأ ما في هذه الشاة فجاء باللسان، فسأله عن ذلك فقال لقمان: إن اللسان إذا نطق بالخير أحبه الناس وكان أفضل ما في الجسد، وإذا نطق بالسيئ منالكلمات فإنه يصبح شر ما في الجسد… وفي جانب آخر ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم: “وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ”..
في مجتمعنا التونسي شحّت الكلمة الحلوة وصارت الألسنُ كالسكاكين تقطع أينما مرّت، رغم أنّ الكلمة الطيّبة صدقة دينيّا ودواءً للقلوب المُثخنة بالجراح إجتماعيا… فبجاه ربّي تعلّموا الكلام الطيّب وعلّموه لأبنائكم، وإليكم بعض النصائح أقدّمها لكم مجّانا وهي قطعا تساعد على التخفيض من منسوب العنف والكراهية، وربّما تساعد أيضا على الشفاء من كورونا قبل موعد وصول التلاقيح لبلادنا الذي سيكون بالرؤية في حكومة الكفاءات (!!!).
يا سيدي يا بن سيدي بالله كيف ترا زوز معرسين ومازالوا ماجابوش صغار قوللهم “ربي يدوم عشرتكم” موش “فاش تستناو باش تجيبو صغير”… كيف ترى أمّ زوز و إلا ثلاثة بنات قوللها “ربي يبارك فيهم و يشرفوك بأخلاقهم الطيبة وثقافتهم موش “إن شاء الله فرحة عازب ومش كان جبتلهم خو يحمل اسم بوه خير… كيف ترا بنية حاضرة في عرس قوللها “محلاك يعطيك كل ما تتمنى موش “لتوا لا لقيت راجل؟…
و كيف ترا طفلة تقرا قوللها اقرى على روحك وكوّن مستقبلك، خدمتك هي سلاحك موش “اش تعمل بيها لقرايا ماو اخرتك ماخذة راجل… كيف تشوف واحد عمل مشروع قلّو “إن شاء الله بالبركة موش “كان تفلس كيفاش ترجع فلوس القرض؟… كيف تشوف مرا مطلقة ماتسألهاش علاش وكيفاش وتعطيها درس في المواعظ و قلّها ربي يعوّض عليك بما خير و يوفقك في حياتك الجديدة…
غير أنّ هذه النصائح لا تصلح إلاّ مع الشعب الكريم أمّا بالنسبة لساسة الهانة فإنّي أطلب منكم مخاطبتهم بإستعمال قاموس “الكلام السميك لجلال بريك”… وزيدوهم السّواك الحارّ… وشويّة فيهم!