ضوْءُ نار

محمد الهادي البديري: عندما تقود “البهائم” مؤسسات الدولة

نشرت

في

. بعيدا عن مبارزات “الدونكيشوتات” الثلاثة قيس سعيّد و راشد الغنوشي و هشام المشيشي – و لن أحترم المقامات – بعد المشاحنات المكشوفة و عركة الحمّام التي خرجوا بها للعموم، اهرُبُ من همومهم للفضاء الأرحب حيث (طمبَجتُ) هذه الأيام في خبر مُفرحٍ أثلج صدري.

<strong>محمد الهادي البديري<strong>

فقد أعلنت منظمة “بيتا” الامريكية التي تعنى بحقوق الحيوانات، أن سلسلة مغازات “تارغت” الأميركية لن تبيع بعد الآن حليب جوز الهند الذي تصنعه شركة تايلاندية بعد أن أثبتَ تحقيق أن المشروب مرتبط بعمل القردة القسري. و كتب تريسي ريمان نائب الرئيس التنفيذي لبيتا في بيان: “بسحب المنتج، تنضم محلات تارغت إلى آلاف المتاجر التي ترفض الاستفادة من بؤس القردة المقيدة بالسلاسل”.

وأكدت “بيتا” أن منتجي جوز الهند التايلانديين يستغلون القردة منذ سنوات ، إذ بيّن تحقيقان سريّان أن هذه الحيوانات تضطر إلى قطف جوز الهند طوال اليوم بالسلاسل حول أعناقها. كما جاء في بيان المنظمة “عندما لا تقوم القردة بقطف جوز الهند أو تقديم عروض السيرك للسياح، تقيد بالسلاسل أو تسجن في أقفاص بالكاد أكبر من أجسامها”. وكتب متحدث باسم الشركة في بيان “نحن نؤمن بالمعاملة الإنسانية للحيوانات ونتوقع من أولئك الذين يتعاملون معنا أن يفعلوا الشيء نفسه”.

و للحقيقة فإن هذا الموقف الأمريكي من الشركات التايلاندية صعقني، فإذا كانت الشركات هناك تحقق في تعذيب القردة و استعمالها لجمع جوز الهند على بُعدِ آلاف الكيلومترات من الأراضي الأمريكية، فمن في بلادنا يريحنا من وجع الدماغ الذي يصيبنا يوميا من ساسة الهانة، و يحمي نساءنا العاملات الفلاحيات و هنّ يكابدن الأمرّين في الحقول و المزارع؟

و من يحمي المعينات المنزليّة من الاحتقار و الاهانات اليوميّة، و من يحمي الأطفال من عملٍ مضْنٍ يطحنُ جهدهم و يسرق طفولتهم، و من يحمي الشيوخ الذين لا حماية اجتماعية لهم ممّا يجبرهم على العمل إلى حدود السبعين و الثمانين، و من… و من… و من؟

قيس سعيّد لاهمّ له إلاّ تصفية حساباته مع المشيشي، وهذا الأخير لاهمّ له إلاّ “التشكيب” على من اختاره لرئاسة الحكومة، والغنوشي يقضي نهاره في “التكمبين” لرئيس الدولة وتأليب اتباعه ضدّه وإحكام الطوق على رئيس الحكومة، وعبير كالفرس الجامحة تستفزّ الجميع و تتفنّن في طول اللسان و قلّة التربية، وسيف مخلوف يتطاول على الجميع “كالخليقة” في حومة عربي، و عبّو – الذكر والأنثى- لا يعرفان غير اتهام الآخرين بالفساد ولا دليل لديهما، وغيرهم من ساكني باردو يشجّعون كمشة من اللصوص على الخروج ليلا لبث الفوضى والسرقة تحت مسمّى الاحتجاجات.

الحاصيلو، اللّعنة من بنزرت لبن قردان على هذه “الفيّة” الكلبة… مع الاعتذار لكم قرّائي الأفاضل.

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version