دُمّـنار

محمد الواد: الجزيرة …تدخل بيت الطاعة

نشرت

في

ليس من العسير على المشاهد التونسي و العربي عموما ملاحظة حالة الذهول التي أصابت العاملين في قناة الجزيرة و جعلتهم بقدرة قادر يقلبون الصفحة و يقتحمون دون سابق إعلام، مرحلة المهادنة والقبول بالأمر الواقع …فسبحان مبدل الاحوال !

<strong>محمد الواد<strong>

فجاة اختفت الحملات الموجهة و اختفت التحقيقات و اختفت سرديات و حوارات التنكيل بخصوم الربيع العربي و الأخبار العاجلة و الآجلة و حتى التي فات أجلها. لا تسالوا أين ذهب الخط التحريري و أين أودع كل ذلك الحماس الفياض المناصر لقيم الديمقراطية في العالم العربي . و إذا كان هذا حال العاملين في القناة فعلينا أن نتصور حال الذين صدقوا الرواية و وضعوا كل بيضهم في سلة أردوغان و القرضاوي و الجزيرة. اليوم تغيرت الأحوال و المعطيات و ما كان مسموحا به أمس اصبح لعبا بالنار لأن دائرة إعطاء الأوامر عدلت بوصلتها و أشاحت بوجهها عمن يمكن أن يسبب لها إحراجا إقليميا جديدا .

كل العيون باتت ترصد ما سيصدر عن الجزيرة لأنها ليست مجرد قناة بل أداة خطيرة و مؤثرة لا تكتفي بتقفي الخبر و متابعته بل كانت تصنع الجدث نفسه. تذكروا يوم 14 جانفي 2011 كيف أثرت على مجريات الأحداث في الساعات الأخيرة من حكم بن علي. تذكروا أخبارها العاجلة عن زحف عشرات الآلاف من المتظاهرين المتوجهين نحو قصر قرطاج و تذكروا الأخبار عن تحليق طائرات مجهولة الهوية على مقربة من القصر …

تذكروا كيف قدموا لنا البوعزيزي على أنه من حاملي الشهائد العليا وتم حرمانه من مجرد الارتزاق من بيع الخضر على عربة. تذكروا كيف دست القناة أنفها لتحريك الشارع الجزائري و الشارع المغربي . و أما عن مصر و سوريا و ليبيا و اليمن فحدث و لا حرج و من منا ينسى كيف أن مراسليها ينقلون الأخبار من خطوط المواجهات مباشرة و من منا ينسى كل ذلك الكم الهائل ممن يسمونهم محللين استراتيجيين و نشطاء في المجتمع المدني و قد كانوا بقدرة قادر من مناصري الثورات.

و اليوم و حين نكتشف أن هذه القناة لم يعد يشغلها هاجس الثورات و أنها أصيبت بزهايمر إعلامي مفاجئ فمن حقنا أن نسائلها عن دورها في الخراب و الدمار الذي أصاب العراق و سوريا و ليبيا و اليمن … و عن مسؤوليتها في قتل مئات الآلاف من المدنيين و ملايين الذين شردوا من بيوتهم و يعيشون اليوم في العراء عرضة للجوع و الحر و البرد و الخوف و الذل.

لن نسال عن مآل ملفات متابعتها لمقتل خاشقجي و السجناء و المضطهدين في بلدان كانت بالأمس عدوة و صارت اليوم حبيبة … سوف نسأل فقط بأي وجه سيقابل إعلاميو الفتنة و الصخب الثورجي جمهورهم….العزيز

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version