دخلت على الراهب
و طرحت قدامه قبلة
سحب الراهب من تحتها السجاد
و استغفر
قلت له جئتك بالنصف الثاني من الرحمة
فلا تتعجل الحكم
أدار ظهره و ظل ينصت
قلت ..لاتخف منها
فهي سليلة الحب الرباني
أصابته ارتعاشة عشق
ثم تجمد
همست للقبلة ..لك المعبد
فامرحي
هفهفت بجناحها على الباب العتيق
فانفتح
و إذا الملائكة تدغدغ الوجد
و إذا البحر يموج
أرسلت مئذنتان نورهما نحو عبابه
وصلى المعبد سكرا
تلاشت القبلة
أشعل الراهب شمعة
بحث عنها في زوايا المعبد و في الطين العتيق
فلا خبر
صاح أيا خالقي…
أين عمري ؟ أين صلاتي ؟
لقد صرت نبيا
رأيت الوله ..رأيته صافيا كالماء
لن أعتكف…لن أعتكف
كان هاربا مني إلى أن زارني هذا النبي
فهل هي مغفرة منك ؟
نظر الي و قال من ذلك على معبدي؟
من أرسلك الي؟
قلت لن تقبل صلاتك بعد اليوم يا أبي
قال أنت ساحر ماكر
قلت لا …
أنا فقط أرى ما لا ترى
قال أرني كيف تخلق القبلة
و خذ صلاتي
قلت اهدم معبدك أولا
ثم ارحل
و حيثما الحياة ستجد قبلة
تصلي
و لا تستغفر أبدا …