عصا التسيار

المدينة التي لا يجوع بها إنسان !

نشرت

في

الحرم الإبراهيمي (الخليل)

د.علي أبو سمرة ـ مدير مكتب “جلّنار ـ فلسطين

فلسطين ذات الـ 27 ألف كم مربع صغيرة مساحة و فعلها كبير … فهي الأرض التي باركها الله بقوله (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله …). تخيل ما هى المدينة العربية التى لا يجوع فيها شخص أبداً؟ إنها ليست الإمارات و لا الكويت و لا السعودية و لا أية دولة خليجية … إنها مدينة الخليل!

خليل الرحمن الفلسطينية (أو “هيبرون” باللاتينية)، تقع جنوبي القدس بثلاثين كلم.و هي المدينة العربية الكنعانية التي عمليا تتوسط نهاية سلسلة جبال فلسطين و تداعب خصلات رمل شاطئ صحراء النقب الفلسطينية التي تعتبر نصف مساحة البلاد .و هي المدينة التي اقتطعها الرسول الكريم وقفا لتميم الداري المسيحي وقتها … و تشتهر بالعنب و زيتها من أجود أنواع الزيوت اذ يصل سعر اللتر منه 15 دولارا … لذلك فإن الله جعل منها مدينة لا يجوع بها انسان في ضيافة أهلها الكرماء . حيث يقدمون للضيف وجبات من لحم الخروف أو الماعز أو القعود (صغير الجمال) تطبخ مع الجريشة الفلسطينية (قمح مجروش)، يقدمها المحسنون من المدينة و من خارجها ـ على مدار العام ـ و تسمى هذه الوجبة بـ ” تكية سيدنا إبراهيم عليه السلام” …

تكيّة القُصّاد

و هذه التسمية تعود إلى مدفن ينسب إلى النبي ابراهيم و أولاده و أحفاده و هم إسحق و يعقوب و يوسف صاحب القصة المشهورة … يقول أهالي الخليل إن تاريخ التكية “الزاوية” يعود إلى عهد سيدنا إبراهيم الذي وصف بأنه “أبو الضيفان” … “التكية” تطعم في اليوم العادي 500 شخص وفي أيام رمضان تطعم 3000 شخص أي بـ معدل 500 عائلة … الجميع يأكل منها و لا يردّ عن بابها أحد ، و حتى الأغنياء يتناولون بها وجبات للتبرك بها .

خلال فترة توزيع الوجبات التي تستمر ما بين صلاتي الظهر و العصر من كل يوم يستعين فريق العاملين في التكية و تحديدا في شهر رمضان بمتطوعين للتخفيف من فوضى الزحام … فيما يتسابق المواطنون و يصطفون في طوابير طويلة للحصول على هذه الوجبآت الطآزجة أيضاً اقتداء بسنة سيدنا إبراهيم عليه السلام لإطعام الفقراء وابن السبيل و ضيوف خليل الرحمن بالفعل …

لهذا، يندر أن تخرج جائعا من مدينة خليل الرحمن … فكرم أهلها معروف و بركة سيدنا إبراهيم عليه السلام تراها في أخلاق أهلها …

ثقل بشري و اقتصادي

و من المعروف ان محافظة الخليل التي تعتبر المدينة الثانية بعد غزة في ارتفاع عدد السكان حيث يبلغ عددهم 800الف تمواطن .و ذلك بسبب الزواج المبكر جدا و تعدد الزوجات و نسبة الخصوبة العالية … ومعروف أن اتفاقية أوسلو فرض على الخليل المدينة وضعا خاصا … حيث تم تقسيم وسطها الى قسم يخضع تماما الاحتلال نظرا لوجود مستوطنبن وسطها في مستعمرة كريات أربع التي أقيمت أوائل السبعينات، و الثاني خاضع السلطة الفلسطينية التي ممنوع عليها رسميا دخول المنطقة الأولى …

هذا و يعرف أن محافظة الخليل كانت تتصدر الصناعات الغذائية من منتوجات العمل مثل الدبس و العنطبيخ مربى العنب و الزبيب… و تفتخر الخليل مدينة و محافظة بكونها قطبا ماليا و اقتصاديا و صناعيا … حيث تشتهر بالمصنوعات الجلدية من ملابس و حقائب و أحذية و يتم تصديرها نحو الدول الغربية و إيطاليا تحديدا … فيما تشتهر تاريخيا بصناعة الفخار و الزجاج، بأشكال و استخدامات مختلفة …

<em><strong><span style=colora30018 class=has inline color>شعار البلدية و رمزية الحرم الإبراهيمي<span><strong><em>

المواطن الخليلي لديه أسلوبه الخاص في الجري وراء رزقه و مغامرة الهجرة … و يوجد لعديد العواصم العربية عائلات خليلية هاجرت إلى تلك الدول و أخذت تشتهر بها أماكن تحت اسم الخليلي … مثلا خان الخليلي بالقاهرة لشخص من عائلة عابدين ذات الجذور الخليلية الفلسطينية… كما يهتم أهل المحافظة بصناعة الحجر اليطاوي الخليلي الذي يتم قصة الى حجر رخام يتم تصديره إلى مختلف أصقاع العالم، و صاحب هذا المصنع هو مواطن من يطا الخليل اسمه نصار نصار … و من اللافت أن “جو بايدن” الرئيس الأمريكي المنتخب قام بزيارته قبل مدة و ذلك أثناء زيارة الى فلسطين و هو نائب رئيس .

شخصيات خليلية

المرحوم عبد الرحمن أبو ميزر (عضو منظمة التحرير الفلسطينية)، فهد القواسمة (عضو م ت ف، و رئيس بلدية الخليل زمن الاحتلال)، أبو شاكر النتشة (عضو مجلس وطني م ت ف) و هو شخصية مهابة جدا… عز الدين الخطيب (وزير سابق في المملكة الأردنية)، عزيز دويك، رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني …و أيضا عهد التميمي، ،المولودة في رام الله و لكن من عائلة أصيلة الخليل …

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version