تفجير ميناء أو مرسى أو مرفأ بيروت هل هو عفوي أم تابع لخطة استراتيجية هدفها تحويل ميناء بيروت من مرفأ هام يخدم دول الخليج و العراق و غيرها إلى محطة عبور هامشية؟ … و بدلا عنه، تنتقل الوجهة إلى ميناء حيفا الفلسطيني المحتل الذي تم توسيعه وتحديثه تماشيا مع ما يعرف بمنطقة الشرق الأوسط عوضا عن الوطن العربي ليستوعب الجسم الاستعماري الإسرائيلي الغريب …
لقد تم خوض حروب وحروب لأجل فرض الهيمنة على الأمة العربية و الوطن العربي برمته بعد أن قضى على قوة العراق العسكرية و تهاوي سوريا وليبيا واليمن وتكبيل مصر بكامب ديفيد … و أخيرا ترهيب وتركيع دول الخليج و إخضاعها لإرادة المستعمر الأمريكي والعدو الصهيوني لفرض هيمنتهما العسكرية ونهب خيرات أمتنا وثرواتها الطبيعية.
و تدخل هذه الحوادث و المناورات ضمن سياق المشروع الاستعماري الصهيوني الرامي لفرض صفقة القرن و أبعادها السياسية و الاقتصادية … بما فيها نهب مدخرات النفط والغاز وتحويل موانئ الكيان الصهيوني الى أقطاب تجارية بدل بيروت التي فجروا مرفأها خدمة لمثل ما تقدم من زحام الخطط الاستعمارية و بالتالي تركيع لبنان و مقاومته و دحرها و إنهائها وفرض اتفاقية سلام مذلة على لبنان بعدما بدأ تطويع دول الخليج العربي واحدة إثر أخرى …
فهل تركع المنطقة مجددا لإرادة المستعمر في ظل تراجع القيم الوطنية والاخلاقية الوطنية والقومية ؟