معارضة الفصل 54 … كلمة حق أرادوها حصان طروادة !

لعل اهم ما تم كسبه و تثبيته من ثورة البرويطة هو فرض حرية الرأي و الصحافة. هذا يحسب للشعب والقوى التقدمية و المجتمع المدني الذين ناضلوا وصمدوا سواء أثناء تجمعات باردو او على شارع بورقيبة.

وقد أقدمت هذه القوى على ذلك رغم التكفير و رغم تهديد الصحفيين والمتقفين والنقابيين والمعارضين حتى بالسحل، ورغم “ديمقراطية الرش” و عنف واعتداءات الميليشيات المسماة روابط حماية الثورة… ورغم لجم الأصوات بالعنف و هرسلة القنوات التلفزية و منها خاصة الوطنية لتدجينها و إدخالها عن طريق الإرهاب الفكري و المادي إلى بيت الطاعة !! لم يقف الأمر عند هذا الحد ولتذكير من اصيبوا بمرض الزهايمر على مستوى أفقي، وصلت ديمقراطية العشرية التي يتباكى عليها الانتهازيون و بعض البذور المسرطنة ، إلى التعامل مع الإرهاب كوجهة نظر، ومع الدولة كغنيمة حرب، ومع الوطن كمرتع للمصالح الأجنبية وخاصة التركية منها.!!

الفصل54 قابل للمراجعة وقد تم سنه إثر حدوث تجاوزات خطرة و تخطي خدود قيم و ديونتولوجية الصحافة …لقد جاء هذا الفصل للتفريق بين حرية الرأي و الصحافة، وبين الهبوط بها إلى درك الانحطاط … وهو ما نراه اليوم على شاشات بعض الأقنية التي تبث على أرضنا …جاء أيضا لكبح جماح الاخبار الزائفة لاسيما بمواقع الإعلام الافتراضي …ومن لم يقتنع عليه بالاطلاع على عينات من نعيق الذباب الأزرق…

نسي من يتجاشون في لوائحهم ذكر هذه العشرية الظلامية و يتلذذون بالتنديد بـ “الدساترة” وكأني بهم حريصون أشد الحرص على تبييض العشرية التي وصلت فيها “حرية الرأي” إلى الاغتيال وعشرات الاعتداءات و التهديدات بالقتل … احصنة طروادة هذه أصبحت غير ذات جدوى .. وكصحفي اعتقد ان فصلا جديدا غير قابل للتاويل صار ضروريا للميز بين حرية الصحافة و تجاوزها، ولكن عن طريق التنبيه ولفت نظر لا عن طريق العقاب السجني او الايقاف او الخطايا المالية … لا بد من تثبيت الحرية الصحفية وإيكال حمابتها إلى الهياكل المهنية دون سواها… فالصحفي له ميثاق أخلاقي مثل الطبيب .وبعض الفصول الواردة يتذمر منها البعض فيما يتخذها البعض الآخر مطية للتحامل على سياسة الرئيس خدمة في ركاب من ذكرنا بديمقراطيتهم الكاذبة …

من المفروض إلغاء هذه الفصول الزجرية وضمان ولوج الصحفي لأية معلومة بإستثناء ما يتعلق بمقتضيات أمنية او عسكرية …وحبذا لو تقدم بعض المشاريع بمجلس النواب حول نقطتين أساسيتين:

= اولا : مراجعة الفصل54 باتجاه مزيد تبيانه اجتنابا لتوظيفه من قبل بعض الناعقين لا حرصا على حرية الصحافة بل بخلفية فكرية تطنب و تمدح الصفحات السوداء التي مرت بها البلاد.

2) تشريع حق الصحفي الكامل و المفروض قانونا على الجميع للنفاذ إلى المعلومة …