معركة دمشق، أو “ستالينغراد سوريا”… ستحدد مصير هذه المواجهة
نشرت
قبل سنة واحدة
في
محمد الزمزاري:
مثلما ذكرنا، ان المكاسب العسكرية التي حققتها جحافل الإرهاب و عملاء تركيا و أمريكا الموصوفون بالمعارضة تبدو للمحللين هامة جدا و بدأت عديد القنوات تتحدث عن الدخول إلى دمشق…
ومن جهة أخرى صرح المسؤولون الصهاينة بأن “شرقا أوسط جديدا” سيظهر بعد انهيار بشار الأسد كما أن بعض التحاليل تشير (او تستبق) إلى التلميح بامكانية حل سياسي وارد طبقا لنتائج المواجهات الحالية .. إن دعوة وزارة الدفاع للانتخابات في عدد من المدن السورية لم تكن اعتباطية او نتاجا لهزيمة واضحة لان المعارك لم تتم في بعض المدن التي دخلتها فلول المعارضة… مما يعني ان هذه الفصائل قد تتشتت فيما تتعزز مقاومة الجيش السوري بقوات كافية بالإضافة إلى قوات النخبة التي هي معدّة اصلا لحماية دمشق، والتي يصل تعدادها إلى ثلاثين ألفا بالاضافة الى السلاح الجوي و بعض المسيرات… في انتظار مواجهة قوية مع الغزاة بدمشق قبل توسيع رد الفعل لكنس أولئك الارهابيين من المدن التي دخلتها …
انسحاب القوات الحكومية السورية من بعض المدن امام تهليل المهاجمين بشعارات النصر لن يكون بالضرورة دليلا على انتصارها… ومن ناحية اخرى هناك قوات “سوريا الديمقراطية” (الكردية) التي انسحبت جزئيا من بعض مناطق سيطرتها لدعم دفاعاتها قبل التقدم مجددا لاسترجاع ما فقدته… علما بانه حسب بعض الاخبار التي تناقلتها قنوات معروفة بدعمها للكيان الصهيوني (و خاصة للارهابيين الذين كانت دفعت بهم خلال السنوات الأولى من حرب سوريا) ان ما سمته “المقاومة” الشاملة من معارضة و فصائل إرهابية قد اتفقت مع قوات سوريا الديمقراطية على التراجع من عدد محدود من النقاط العسكرية… الشيء الذي لا يدعو للاستغراب مادام الأكراد يختزنون خططهم الانفصالية والتقارب مع الكيان الصهيوني شأنهم شان أكراد العراق…
إن أوامر قائد “المقاومة” المسمى الجولاني، تم تلخيصها مساء أمس في دعوته أنصاره لترك المدن التي دخلوها لإدارة اعوان الأمن والتركيز على العاصمة كهدف رئيسي… كما طالب بفتح السجون وتحرير كل السجناء لضم اعداد وافرة منهم إلى معركة الحسم: دمشق، او ستالينغراد الجديدة التي ستقلب موازين المواجهة… فانهيار دمشق وسقوط بشار الاسد سيفرز تحولا جديدا بسوريا لكن نحو صراعات اكثر حدة بين قوات سوريا الديمقراطية (الكردية) من جهة وفلول المقاومة المدعومة من الأتراك… فضلا عما يعتمل من احتراب طائفي وشيك بين السنة والعلويين وربما طوائف أخرى من الفسيفساء السورية… كما من المنتظر عاجلا أم آجلا حدوث مواجهات دامية بين الفصائل الإرهابية المختلفة الأهداف و الاطماع، وبين معارضة عميلة قد تتمسك بشرعية النصر…
إن الأوضاع التي تشهدها ليبيا منذ 2011 لحدود اليوم لن تمثل الا نسبة قليلة مما قد تعيشه سوريا حال سقوط دمشق و الاطاحة ببشار الاسد…