وهْجُ نار

ملاحظات مواطن لا يُجامل ولا يُعادي

نشرت

في

<strong>عبد الكريم قطاطة<strong>

ذات سنة في بداية الثمانينات دُعيت لأكون واحدا من الأسماء لتشييد خيمة صحفية حملت من الأسماء “الأيام” وكانت مرصّعة بشعار (لا تُجامل ولا تُعادي) ..دون تردّد انخرطت … الزمان آنذاك كان زمن التكميم والترهيب ..والمجموعة آنذاك في جريدة الأيام رغم اختلاف مشاربنا الجغرافية كانت و كأنّها _ قارية على فرد مدّب _ فمشاربنا الفكرية والوطنية سخرت من مشاربنا الجغرافية و حوّلتنا إلى كتلة كلّ في مجاله إلى دعاة تغيير في المشهد الإعلامي زادنا في ذلك جمهور متعطّش إلى نغمات إعلامية جديدة ..نغمات لا تعزف في بلاط السلطان ولا تتمعّش من علف السلطان ..مجموعة وهبت كتاباتها للشعب ..فكانت كحليب للرضّع و خبز للجائعين المفقّرين وكطبطبة لليتامى …

و تفاعل جمهور المتلقّين و أصبحوا رقما جديدا و هاما في صفحات الجريدة …لم يكن همّنا آنذاك ربحا مادّيا ..أنا (و أكيد معي العديد من جوقة الأيام) لم أقبض أيّ ملّيم جزاء على كلّ ما كتبت …لأنّ الغنى الحقيقي عندي كان وما يزال أن تجد مساحة ورقية تنفث فيها آلامك وآلام الآخرين و آمالك و آمال الآخرين … و هذا وقتها و اليوم و غدا أثمن العطايا والمكافآت …و يوم حاولوا تطويعنا وتركيعنا وشراء ذممنا استقلنا …_ و أحتفظ لحدّ الآن بالنسخة المكتوبة بخطّ يدي للاستقالة .

عدت لهذه الحقبة و أنا ألتقي اليوم بتلك الأسماء و بأخرى انضمّت الى دنيا “جلّنار” لأخطّ بعض هبلاتي و جنوني …فالإعلامي عندي كان ومايزال مهبولا أو لا يكون ..مهبولا بحسّه الوطني ..مهبولا بقيم الإنسان و بكونيّته …و مهبولا بالفنّ و الحبّ و الجمال، و أنا على يقين تام بأنّ كلّ من أعرفهم في عائلة جلّنار هم مهابيل و بامتياز …بل و أعشق عمري لأنّي اذا متّ يوما لن اخجل من رثاء مهابيل جلّنار ..خاصّة و أنا في السبعين من عمري و من هم مثلي فإنّهم و إسقاطا لما يحدث في سباق الخيول _ دخلنا في المنعرج السويّ _ و على ذكر الخيول و الجياد سنكون مثلها تماما أصيلة في طباعها رشيقة في حركتها حرّة في صهيلها …سنواصل الصهيل بأعلى الأصوات دفاعا عن تونس و هي تعيش فترة حالكة من زمنها ليعود إليها أهلها ..ليعود إليها عشاقها و لتعود اليها شمسها ..نحن وبكل صدق وحبّ للوطن نعيش لا فقط زمن كسوف الشمس بل و خسوف القمر أيضا …

جلّنار كما أراها ستكون الجنّة للوطنيين الصادقين، و النار لاعدائنا داخليا و خارجيا …و لكن هذه المرّة هي لا تجامل نعم و لكنّها ستعادي أعداء البلد و خونته …والمجد لتونس المجد …

2 تعليقان

صن نار

Exit mobile version