منذ ست و عشرين سنة نظمنا بنجاح كأس إفريقيا و لم يكن عندنا الملعب الأولمبي برادس.. و منذ ستة عشر عاما نظمنا كأس إفريقيا كأحسن ما يكون و فزنا بها.. و منذ مواسم كانت جندوبة الرياضية في الرابطة الأولى و تلعب مبارياتها على ملعبها.. و مثلها كان الاولمبي الباجي و ترجي جرجيس و قوافل قفصة و مستقبل القصرين و أولمبيك سبدي بوزيد و الشقيقان الملعب و المستقبل القابسيين و مستقبل المرسى.. و غيرها من الفرق التي كانت تستقبل ضيوفها على ملاعبها بأرضية إن لم تكن ممتازة فقد كانت محترمة تسمح بإجراء مباريات الرابطة المحترفة الأولى..
اليوم صار ممثلونا في المسابقات الإفريقية يعانون الأمرين من أجل استقبال ضيوفهم.. فالنجم الساحلي راسل الكنفدرالية الإفريقية يعلمها أنه سيخوض لقاءاته على ملعب رادس: و هنا نتمنى ألا تجمع صدف الروزنامة النجم و الترجي في نفس الجولة في تونس و إلا فإننا سنعيش إشكالا بما أن الفريقين اختارا نفس الملعب.. أما الاتحاد المنستيري و النادي الصفاقسي فبعد تدخلات و محاولات من الجامعة التونسبة ها أن الكاف تسمح للاتحاد و السي أس أس بإجراء مبارياتهما على ملعبيهما..
معنى هذا أننا أصبحنا نتوسل للهياكل الرياضية الإفريقية حتى تقبل صلوحية ملاعبنا..!! مقابل ذلك نجد النادي البنزرتي دون ملعب.. و نجم المتلوي يلعب خارج الديار.. و آخرين في ملاعب هي أقرب للبطحاء منها للملاعب الصالحة لممارسة كرة القدم.. زمان كان لنا ملعب المنزه و ملعب الشادلي زويتن لكننا لم نعتن بهما و لم نقم بصيانتهما فإذا هما اليوم أسماء بلا مسميات..
إن نظرة سريعة على ملاعب أشقائنا في الجزائر و المغرب من شأنها أن تؤكد لنا أن جيراننا حسنوا بنيتهم الأساسية عموما و ملاعبهم خصوثا و أننا تقهقرنا.. و أصبحت العودة إلى ما كنا عليه منذ عشرين سنة بمثابة الحلم لأنها تعتبر تقدما مقارنة بما نحن عليه اليوم..
اختتمت أمس الأحد الألعاب الأولمبية الصيفية بباريس 2024 بحفل فني في ملعب “ستاد دي فرانس” أمام 80 ألأف متفرج وقرابة الثمانية ملايين متابع في فرنسا فقط. وقد شارك في هذه الألعاب التي استمرت من 28 أوت إلى 8 سبتمبر 2024 ما يزيد عن 4400 رياضي ورياضية من 169 دولة.
وكانت المشاركة التونسية جيدة جدا إذ بحصولها على 11 ميدالية (5 ذهبية، 3 فضية و3 برونزية) حلت بلادنا في المرتبة 27 بالجدول الختامي للميداليات بين 79 بلدا متوجا، متقدمة على معظم الدول العربية والإفريقية، وعلى دول أوروبية مثل السويد والنرويج والدانمارك وبلغاريا والبرتغال وكرواتيا وإيرلندا ورومانيا.
وقد كانت الألعاب فرصة لبطلتنا العالمية روعة التليلي كي تحصد ميداليتها الحادية عشرة عموما والسابعة ذهبيا، بعد أن سبق لها التتويج في ألعاب 2008، 2012، 2016 و2020، دون الحديث عن أرقامها القياسية في رمي الصحن والكرة الحديدية.
بعيون دامعة وقلوب خاشعة ودعت مدينة اكودة المغفور له بإذن الله تعالى السيد سالم باباي المسير والمسؤول السابق بفريق الهلال الرياضي الاكودي وقد ووري جثمان المرحوم الثرى بمقبرة المكان.
وشهدت جنازة الفقيد حضورا كبيرا من أبناء المدينة و محبي ومسؤولي الهلال من مختلف الأجيال التى رافقها “عم سالم” في مسيرتها الرياضية و هو الذي عرف بطيبة القلب ودماثة الأخلاق و حبه للجميع.
يذكر أن سالم باباي كان من المحبين و المسؤولين الذين مثلوا الاستثناء في تاريخ الفريق الأول بمدينة الياسمين و كان يعرف بدفاعه المستميت عن هلال أكودة خصوصا في السنوات العصيبة التي مر بها الهلال.