اخـتـمــار

منجي شلباوي: فإنّما الأيّام مثلُ السحاب

نشرت

في

وطني ليس مكان ولادتي…

وطني هو المكان الذي تنتهي فيه كلّ مُحاولاتِي للهروب !

<strong>منجي شلباوي<strong>

آخر محاولاتي للهروب منك…

آخر محاولاتي للهروب منك أتت بي إليك …

أتيت إليك بعجزي و حيرتي و تشردي …

أتيت إليك ميتا أيها البلد الحزين…

إن الموت ليس الخسارة الكبرى ( كما يقول الماغوط ) …

بل الخسارة الأكبر هي أن يموت فينا كل شيء و نحن على قيد الحياة…

أعطينا عجائزنا للدعاء و النساء للزغاريد و ألسنة ساسة الآباد للخطب و الضحك على شعب أعزل .!

ماذا فعلنا بأنفسنا ؟!

ماذا فعلنا .؟! ‏

لم أمهل قلبي كثيرا حتى تعرّف على ملامح قاتله و تقاطعات ملامحه و تقاسيم حقده المكنون…

لم أمهله كثيرا حتى صرخ و قال هذا هو قاتلي…

هذا من تكفّل بتحقيق أمنية تاريخي المنهك المتهالك إرثا ثقيلا …

طافحا بالسقطات …

هو من خاض حروب أعدائي نيابة عنهم…

هو من أعاد شروق بلدي نصف قرن إلى الوراء…

هذا من موّل خرابه و شرّد أصابعه و أسقط ظلّه و شتت عيون القلب عن آخر ظلمات النفق الميت… ‏

حتى في جدار من خشب…

أو من طين لابد من وجود منفذ ، نقول منه للحياة نحن هنا…

مازلنا على قيد الحياة و الحب و الوطن و أشياء أخرى أصبح من البذخ قولها في هذا الزمن الكلب !

وحدهم الذين عادوا من “تيتانيك” الانكسار الكبير ناجين أو مدمَّرين، بإمكانهم أن يقصّوا علينا عجائبه، ويصفوا لنا أهواله، و أن ينبّهونا إلى مخاطره و مصائبه…

هم وحدهم من يتكلّمون !

هم آخرُ إرث هذه الأرض الباكية…

هم وحدهم من قال إن الابتسامة هي جهدٌ مرير لتجاوز طعم الغياب…

هم وحدهم من قال : تذكّر و أنتَ تمر كعابر سبيل..

تذكّر و أنتَ تشرب على نخبَ الحياة ..

تذكّر أنكَ أخذتَ تاريخي و تاريخ هذا الوطن حين …

قتلت حلمي !

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version