تنام الأرض هنا على كرسي هرم مشروخ..
تفترش تربة من جراح تشرب زبد الظن والاحتمال..
تنام نومة الآباد في كهف يحرسه الموت بكل وجوهه…
قررت أن أتوقف عن الغناء لبعض الوقت فالريح ستعصف بلحن هذا المدى ولو للحظات…
الشتاء هنا عنيد ومصرّ على أن يكون عدوّا لهذه الأرض الذاهلة…
ماذا سأفعل بهذا الخراب المبتكر…
ماذا سأفعل بهذا الليل المطلّ بوجه الموت والفناء…
ماذا سأقول لهذا الضيق الذي لا يتسع حتى لشهقة الروح الأخيرة…
أين ذهبت أصابعي القديمة…
وأنامل القصيدة التي طوّعتها للساني الذي كان ينثر براهين الحياة لخطوات الموت المستحثة…
أين ضوء عيونها التي كانت تتنفسه هدى وبريقا يظمأ الساري له…
لماذا لا نستطيع أن نبتكر غير الخراب !
لماذا لا يتسع سرير هذا البلد إلا لعشيق واحد !
أما آن لهذا الزمن الراكض على ضفاف هذه الأرض أن يستريح…
لماذا ينطفئ الحلم الراكض في عينيها ويموت !
لماذا يطول ليلها ويموت حلمها وتتعثر صباحاتها المتأخرة !
لماذا لا تصنع هذه الأرض الحياة وتكتشف الطريق التي تمشي إليها ؟
لماذا لا تستطيع ان تبتكر غير الخراب !