منظومة البلطجة

عندما تتفتت اوصال وتتعطل اليات وتنهار قدرات الدولة التي تمكنها من مواجهة متجاوزي القانون مقابل حزمة من التطمينات الكاذبة واختفاء أية برامج اقتصادية و اجتماعية واضحة أو رؤية شاملة ..

فلا مخططات طريق و لا حرص ناجع على الحفاظ على موارد البلاد ودعمها … في ظروف كهذه تتوسع الصراعات الافقية و العمودية و يفرز كل طرف تصريحاته بامتلاك الحقيقة التي لا تسد رمق افواه شعب جائع هده العطش و المرض والبؤس و الاحباط و الباس والنقمة ايضا على مسيرة وانتفاضة لم ينل منها حتى شعر الشاة …

عندها ايضا و في اطار هذه الأجواء المكفهرة تبرز قوة البلطجة لتكمل الاجهاز على ما تبقى للمواطن امعانا في تحقير و تقزيم سلطة دولة غائبة أو ضعيفة أو مشبوهة أو متنازلة أو تاركة للبلطجة مكانها، و يظهر ذلك في :

ـ تغول المهربين و سيطرة السوق الموازية ،.

ـ تغول مافيات المخدرات

ـ استقواء المضاربين و الوسطاء وارتفاع الأسعار بصورة مشطة.

ـ تغول الفساد والفاسدين

ـ تمكن عقلية الكسل و البيروقراطية

ـ تدني الخدمات و تدني عقلية تقديس العمل والجمود في مرتبة مخجلة في حين كان بالامكان التحسن ومواكبة المنظومة الاعلامية العالمية بجدارة والانخراط ضمنها عوض تاخرنا المواصل

ـ فشل ذريع على مستوى التزود المبكر باللقاحات و فشل في دعم التحضير اللوجستي لمواجهة الموجات المتلاحقة من الكوفيد19و20و21…

و لا غرابة اليوم ان نرى أو نعايش مظاهر جديدة أو متجددة، من بلطجة زمر المنحرفين المسيطرين على شطوط البحر التي جعلوا منها إقطاعات خاصة بهم و يبتزون ما تبقى لدى أبناء شعب افلسته منظومة فاشلة.

هؤلاء البلطجيون المرعبون يفرضون بطريقة أو باخرى على مرتادي” شواطئهم ” اتاوات و اداءات و يفرضون قوانينهم الجائرة امام أنظار أو علم البلديات … بلديات تم تركيزها أو انتخابها أو تسويقها في ظل ظروف مثيرة للشبهات وتداعيات ما بعد انتفاضة اختلط فيها الحال بالنابل على المواطنين المساكين فلم يفرقوا بين حلو الحنضل و كتلة البطيخ …بلطجة امام علم و معرفة وربما رؤية “مسؤولين عن راحة المواطن المحبط المقهور “وعلى نقاوة بيئة من المفترض أن تكون نظيفة . ….