جور نار

من كان في نعمة ولم يشكر…

نشرت

في

أسأل ساكن قرطاج ومن يناصرونه… ويصفقون له ويساندونه… ويدعمونه ويصرخون باسمه ليلا نهارا، ويوم الاحد، وفجر يوم السبت، وبعد صلاة العصر:

<strong>محمد الأطرش<strong>

هل أصلحتم أمرا واحدا من أمور البلاد مثلما وعدتم؟ هل أتيتم شيئا واحدا أفضل ممن سبقكم وانقلبتم عليه؟ هل أنسيتم الشعب يوما واحدا في من سكنوا قرطاج ونفعوا البلاد والعباد حتى من كان اضعفهم؟ هل توسعت رقعة مسانديكم ام انحسرت؟ هل تأكد اتهام واحد من الاتهامات التي وزعتموها يمنة ويسرة في خطبكم بعد انقلابكم ومع كل خطاب؟ هل عدلتم مثلما وعدتم؟ هل اعلنتم عهدتكم خالية من كل محاكمة للراي؟ هل قبلتم بصدر رحب قول كل من ينتقدكم وينتقد ما تأتون وتقررون وتفعلون؟ هل تحدثتم عمن سبقكم بخير يوما واحدا؟ هل ضحكتم وابتسمتم يوما واحدا وأنتم تخطبون في هذا الشعب المأزوم؟

هل وقع تشغيل الآلاف من العاطلين عن العمل كما وعدتم؟ هل أصبحت كل الجهات تنعم بالعدالة التنموية والخير الوفير؟ هل رفعت المظالم عن كل من ظلموا سابقا ولاحقا أم انضاف إلى المظلومين ضِعف عددهم سابقا؟ هل انخفض عدد الفقراء أم توسعت رقعتهم؟ هل قضيتم على الجهل أم زاد جهلكم؟ هل قضيتم على الفساد أم تعاملتم معه بعقلية “من دخل دار أبي سفيان فهو آمن”؟ هل قضيتم على المحسوبية أم أصبحتم تتعاملون معها بعقلانية دعها تمرّ ولا تضرّ؟ هل حافظتم على القيم أم أسقطتموها من حساباتكم؟ هل نسيتم أطماعكم في البقاء على كرسي قرطاج وفكّرتم في “لو دامت لغيرك…”؟ هل نسيتم أحقادكم ودفنتم ثأركم؟ هل ضاعفتم إنتاجكم أم نسيتموه واكتفيتم بشيطنة القديم؟ هل زاد استثماركم أم أغلقتم مصانعكم ونسيتم الاستثمار وخلق الثروة؟ هل أعدتم الروح إلى ثقافة العمل أم شجعتم الناس على التواكل والكسل؟ هل زادت ساعات عملكم أم أصبح الإضراب شعاركم؟

هل عشنا في عهود سابقة ما نعيشه اليوم من خصاصة وجوع ونفاد لبعض المُؤن بهذا الحجم وهذا الكيف؟ هل شَتَمَنا من سكنوا قرطاج سابقا وقالوا عنّا ما لا يجب أن يقال؟ هل اتهمنا من سكنوا قرطاج سابقا بتهم لسنا منها وفيها ولا تليق بمقامنا؟ هل هدّدنا من سكنوا قرطاج سابقا بما نسمعه اليوم من تهديد ووعيد مع كل إطلالة لساكن قرطاج؟ هل تمّ تحجير السفر سابقا مثلما فعلتم اليوم في عهدكم؟ هل تمّ تجميد حسابات بنكية وبريدية بهذا الشكل وهذا الحجم كما يقع اليوم دون حكم قضائي بات؟ هل شعر المواطن التونسي بكل هذا البؤس وعدم الاستقرار واليأس والإحباط مع من سكنوا قرطاج سابقا؟

هل عاش الشعب التونسي مسخرة الصفوف أمام الحليب والزيت وغيرها من المواد الأساسية كما عاشها مع ساكن قرطاج اليوم؟ هل عشنا نفاد بعض المواد الأساسية سابقا رغم ما مرّ بالبلاد من موجات لجوء بمئات الآلاف من الشقيقة ليبيا ومن الشقيقة الجزائر أيام سنوات الدم والهمّ والغمّ؟ هل عشنا هذه الأزمة أيام عاش كل العالم أزمة 2008 وهل فُقدت حينها مادة واحدة من المواد الأساسية؟ هل اتهم من سكنوا قرطاج سابقا بعض الشعب بالفساد والخيانة والعمالة في خطبهم دون دليل أو اثبات وحيد؟ هل برّر من سكنوا قرطاج سابقا فشلهم بتخوين بعض الشعب واتهامه بعرقلة المسار وتجويع الشعب بالاحتكار؟

الإجابة “لا”…عن كل الأسئلة التي طرحناها…والخلاصة تكمن في ما كان يقوله أجدادنا دائما …”من كان في نعمة ولم يشكر خرج منها ولم يشعر”…وأهمّ مثل يمكن قوله اليوم هو “مابركك يا راجل أمي الأول…”… جاء في الحديث الشريف أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن موعد قيام الساعة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة قال كيف إضاعتها يا رسول الله قال إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة) رواه البخاري…فهل ما تعيشه تونس اليوم هو من علامات الساعة؟ وكما نقول بلهجتنا هل هي “تواخير دنيا..؟”…

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version