ومْض نار

من يسعى لإحباط مبادرة الاتحاد؟

نشرت

في

نفى الاتحاد العام التونسي للشغل في توضيح خاص نشره يوم أمس على صفحته الرسمية ما تم ترويجه بخصوص نقل مبادرته الخاصة بتنظيم حوار وطني إلى رئيس مجلس النواب بدل رئيس الجمهورية. و بين أن رئيس مجلس النواب قد طلب تمكينه رسميا من نسخة من المبادرة و هو ما تمت الاستجابة له. و أشار الاتحاد في نفس التوضيح إلى أن الأطراف التي روجت ذلك، تسعى للتشويش على هذه المبادرة.

<strong>نجاة ملايكي<strong>

و لسائل أن يسأل من يقصد الاتحاد بهذه الأطراف التي تسعى للتشويش على المبادرة، خصوصا أن رئيس الجمهورية لم يولِها ما تستحقه من اهتمام رغم عدم تقديمه لأية حلول أو مبادرات بديلة من شأنها مواجهة الأزمة السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية الحاصلة.

فقد بدت رئاسة الجمهورية عاجزة عن تقديم مقترحات عملية لتخفيف وطأة الأزمة في البلاد، بل أن الرئيس ظل يقدم خطابا يزيد في مخاوف الشعب من المجهول و شعوره بعدم الأمان من ذلك قوله ” تواترت الأحداث بسرعة تدعو إلى التساؤل : ماذا يحدث اليوم في تونس؟”  و اتهامه لأطراف غير معلنة بالخيانة الوطنية … و ذكر خلال اجتماع للمجلس الأعلى للجيوش  عقد يوم 21 ديسمبر الجاري أن هذه الأطراف (دون ذكر أسمائها) تقف وراء الفشل السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي، و تحدث ـ للمرة المائة ـ عن غرف مظلمة تسعى لجر البلاد من جديد نحو الفوضى في محاولة لضرب الدولة من الداخل و أنه لا مجال في تونس للخونة مرددا بطريقة صارت كالإسطوانة: “سنطبق القانون على الجميع دون أن تأخذنا في الحق لومة لائم “

لكن هذا الخطاب سئمه الشعب وملّه و بات يستغرب دراية رئيس الجمهورية بهذه الأطراف التي تحاول إرباك الدولة و ضربها من الداخل و سكوته إلى الآن عن محاسبتها أو حتى ذكرها رغم أنه رئيس  الدولة و رئيس مجلس الأمن القومي و قائد القوات المسلحة ǃ

هل وقفت حدة الصراعات حاجزا أمام انطلاق الحوار؟

و رغم هذه الأوضاع المتأزمة لم يتجاوب رئيس الجمهورية إلى حد هذا الأسبوع مع مبادرة الاتحاد و أعلن في السابق رفضه مشاركة من أسماهم بالفاسدين في إشارة لحزب قلب تونس و رئيسه و قد يكون يقصد أيضا حزب النهضة حيث ترك الرئيس خطابه غامضا و لم يتخذ أي قرار للقضاء على من أسماهم بالفاسدين و خونة الوطن.

و قد يكون تحرك الاتحاد بهذه المبادرة قد أحرج رئاسة الجمهورية التي لم تقدم أي حلول للأزمة خصوصا أن نجاح تجربة الحوار الوطني السابق قد أثبتت حنكة الاتحاد في حل الأزمات عبر الحوار و التفاوض.

كما تعثرت المبادرة أمام الصراعات الخفية و المعلنة الدائرة بين عديد الأطراف و منها رئاسة الحكومة و رئاسة البرلمان و القصر، ثم التطاحن الدائر بين عدة كتل برلمانية بما يمنع أقطابها من الجلوس إلى طاولة واحدة، حتى أن الاتحاد صاحب المبادرة يرفض مشاركة ما يسمى بائتلاف “الكرامة” ( الذي اشتهر بعنفه اللفظي و المادي وبأفكاره المتطرفة و تطاوله على الجميع) في هذا الحوار مثلما ترفض عبير موسي الجلوس إلى ممثلي الإسلام السياسي و هي تقصد بذلك بالخصوص حزب النهضة و ائتلاف الكرامة.

لكن تجاهل مبادرة الاتحاد التي تعدّ المبادرة الوحيدة الجامعة لكل الأطراف و التي من شأنها أن تمثل مخرجا لهذه الأزمة الخانقة التي لم يسبق لها مثيل، ليس اعتباطيا بل هو موقف من الاتحاد الذي يعد مركزا للتوازن السياسي والاجتماعي في البلاد. فهناك من يستكثر عليه  دوره الوطني و يعتبره تدخلا كبيرا في الحياة السياسية خصوصا في ظل فشل عديد المحاولات الرامية إلى التخفيف من وطأة الأزمة.

كما هناك متطرفون حاولوا في السابق الاندساس في المنظمة بهدف السيطرة عليها لكنهم فشلوا و ظلوا يحقدون على الاتحاد كقوة جمع و تفاوض وحوار في البلاد.

و في أثناء كل هذا،  تسعى حركة النهضة إلى استغلال الوضع و الدفع نحو تحوير حكومي تتموقع داخله من جديد.

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version