قضية المهاجرين الأفارقة وصلت إلى حد محير و وارد الخطورة على هذا البلد الذي يكفيه المعاناة. منذ سنتين تقريبا سبق ان طرحنا موضوع جيراننا الأفارقة حين تسربت لنا بعض المشاكل و بوادر قد تحمل بين طياتها عنصرية من طرف او اخر …لذلك ليس من المعقول او العدل ان نتهم هذا بالعناية او الظلم في حين ان المشكلة قد تسبب فيها الطرف الثاني ..
بعيدا عن الكزينوفوبيا و العنصرية تجاه موجات الأفارقة التي عمت البلاد من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب… وبعيدا عن لومهم كافراد او جماعات وصلوا إلينا عبورا نحو أوروبا او ضمن تخطيط مسبق لبقائهم و توطينهم بتونس … وذلك بناء على أهداف غربية لابعاد المهاجرين عن أوروبا بعد ان استوفت حاجتها الأساسية من هجرة أبناء شمال أفريقيا، و حاولت التخلص من الأفارقة جنوبي الصحراء من رعايا التشاد والكامرون و غانا وغينيا و الكوت دىفوار و بوركينا فاسو و غيرها … أي أبناء قارة تعد احدي اكبر القارات في العالم و أكثرها موارد منهوبة ومد سكاني كبير ذي شرائح عمرية شبابية ..
قلنا ان مشكل نزوح أفارقة جنوبي الصحراء قد اعد له مسبقا هجرة و انتشار و مخططا منذ عشرات السنين، شأنه شان اعداد و إدخال شيوخ العفن الذين حضروا للتسفير و مسح ادمغة الشباب، وكذلك مافيات المخدرات و الهلوسة التي بدأت بتركيز آلاف الاكشاك فوق أسفلت وعلى جوانب العديد من شوارع مدننا ضمن خطط منظمة لضرب مقومات دولتنا ومجتمعنا …
ان موجات الأفارقة المرحب بهم اخلاقيا و تاريخيا … و للتذكير فإن تونس هي من ألغت العبودية قبل عديد بلدان أوروبا وبالذات عندما كان الامريكان و الاوروبيون من اسبان وبرتغاليين و غيرهم يستغلون سود البشرة ويتاجرون بهم و يرمون بالبعض منهم في المحيطات والتاريخ هذه الأحداث يشهد لحدود اليوم على ذلك …
إشكال تدفق موجات الأفارقة ليس فيهم كاشخاص او بدوافع عنصرية او كارهة للأجانب بقدر ما يعني تفكيكا لشفرة المخطط الخبيث من دفعهم و توطينهم ببلاد كم تعاني البطالة و الفقر … زد على ذلك ان محاور المخطط المذكور تبدو واضحة للعيان عبر نشرهم في كل أنحاء البلاد و المدن و الأحياء حتى لكانك تراهم في امكنة لايرتادها تونسيون من غير قاطنيها … كما بدأت تظهر في هذه التجمعات عصابات تحيل و مخدرات و عنف و اعتداءات …
وقد ذكرنا سابقا بأنه من الضروري أمام هذه المعطيات الحساسة ورغم انتمائنا لهذه القارة فليس مقبولا ان نترك الحبل على الغارب … فعندها قد نصل يوما إلى ما وصلت اليه ليبيا في عهد القذافي حين تعددت تجمعات الأفارقة في ضواحي العاصمة طرابلس واصبحت بؤر مخدرات و أسلحة و عصابات منظمة … وحين وصل الأمر إلى خطف ابنة احد الوزراء انزل الجيش و سقط تبعا لذلك عشرات الضحايا من الأفارقة وربما من الليبيين ..
وفي نظرنا فإن الأمر يستوجب الإسراع بوضع خطط وقائية لاجتناب اي مس من سلامة بلدنا و أبنائه، حتى لا نجد أنفسنا في يوم من الايام على شاكلة ما وقع بالجار الجنوبي … ويمكن إعادة تقديم المقترح الذي كنت طرحته سابقا:
1) فرض قانون واضح المعالم لرفض كل من يدخل حدود البلاد أفريقيّا كان او غيره دون تأشيرة وطبقا للعلاقات المنصور عليها من البلد المنشإ
2) وضع مخطط متكامل يعتمد اركانا أمنية و سكنية و تشغيلية لهؤلاء القادمين لبلادنا بصفة قانونية
3) طرد اي مخل بالقانون و إعادته الى بلده الأصلي
4)اصدار تعليمات لكسر كل تجمعات ملفتة و دعم الجانب اللستعلاماتي حولهم وتخطئة كل من يستغل تشغيلهم بصور غير قانونية. …ف مصلحة وطننا اهم من تدخلات او تصريحات او ضغوط اي بلد غربي يرغب في تخليص نفسه من اعباء المهاجرين ليقذف بها على أرضنا
5) ,,اجراء تحقيقات و ابحات واستخبارات دقيقة عن الاطراف المنخرطة في هذه الخطة المتمثلة في توطين المهاجرين الافارقة، وعن كل تمويلات او اموال داخلية او خارجية ترصد او تضخ لفائدة هذا البرنامج العدواني الذي يخفي مشاريع ابعد ما تكون عن الانسانية .. ويكفي ان نذكر ان احداثا خطيرة قد بدات تجدّ مثل حرق سيارة او اكثر للامن الوطني، أو عمليات اجرامية مثل التحيل أو انتماء بعض هؤلاء الى التنظيم الارهابي “بوكو حرام”
….ان الوضع الاقتصادي لبلادنا لا يجب ان ينسينا او يدعونا للتهاون حول امن وطننا ان الان او في القريب المنظور …..