جور نار

مهرجاننا السينمائي في دورته 35… أيّام، بأية حال عدت يا أيّام؟

نشرت

في

محمد الزمزاري:

انطلقت الليلة ابتداء من السادسة مساء ايام قرطاج السينمائية في جو يلفه شيء من الحزن على فقد بعض الوجوه السينمائية و المسرحية والثقافية.

ازدان شارع بورقيبة بخيمة مزدانة بمثلثين و تحيط بهما دائرة جميلة واضواء وأعداد كثيفة من المارة وبعض الصحفيين المنتظرين الساعة السادسة لرصد وقائع الافتتاح. ويبدو أن هذه الدورة 35 من المهرجان قد تطرح عددا من الأفلام الطويلة خاصة منها ثلاثة اشرطة تونسية تأمل الفوز بالجائزة الأولى.. الملاحظ ان عديد المواطنين يتساءلون عن ساعة الافتتاح و يذهب البعض منهم إلى الاعتقاد بأن افتتاح ايام قرطاج السينمائية قد لا يتم او ينتظم ولكن بمدينة الثقافة لا في محيط خيمة شارع بورقيبة.. فالواجهة الأمامية للدخول كانت مغلقا لحدود الخامسة و النصف مساء دون أن توجد أية يافطة ترشد على توقيت الافتتاح وامكنة العروض، وربما تم الإعلام عن ذلك عبر الصحف او الفضائيات ..

إن المطلوب من هذه التظاهرة السينمائية الكبرى في دورتها الراهنة ان تحقق نقلة نوعية في السينما التونسية و الإفريقية خاصة وان يتم على هامش المهرجان تنظيم محاضرات وحوارات بناءة تهدف إلى النهوض بالسينما الوطنية من حيث كل جوانبها واركانها مثل السيناريو (الذي تشكو السينما التونسية نقصا فيه) تبعا لقلة كتاب السيناريو او لعدم إيجاد آليات وتشجيعات لدفع الكتاب في هذا المجال ..

كذلك على القنوات التلفزية ان تقلع عن الاجترار والدوران في حلقة مفرغة ببث مسلسلات او افلام مستهلكة تعرض وجوها كم مل المشاهد منها… السينما الوطنية في حاجة لتحقيق قفزة و تجاوز القديم المعتاد و السهولة وان تشرك الوجوه الجديدة التي تزخر بها البلاد…

يبقى ان نلاحظ أيضا ضرورة مزيد دعم المبدعين من روائيين ومخرجين و سيناريست من لدن وزارة الشؤون الثقافية و تطوير لجان الاختيار المتعلقة بإسناد الدعم العمومي، كما يستوجب الترفيع في ميزانية وزارة الثقافة ولطالما طالبنا بذلك سابقا قبل عرض ميزانية 2023 و 2024… ويبدو أن الأمر لم يتغير كثيرا بعد المصادقة على ميزانية 2025 اخيرا في البرلمان …

إن الشكوك في مسيرة تشجيع الأعمال و الإبداعات المتعلقة بالسينما ببلادنا تبقى ملقية بظلالها وتتطلب اصلاحات في كل الاتجاهات حتى نضمن تقدما لهذا القسم الهام جدا من القطاع الثقافي.

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version