أيّ نار !

“مهما نوّر قنديـلي … أنا نُـوري من قنديـــلك” !

نشرت

في

أسئلة انكارية بفروعها المتعددة تؤرقني هذه الأيام بل هي تقضّ مضجعي و تواصل محاصرتي و تصر على رفض مغادرة فكري المتعب… لماذا هذه الاستماتة في صنع النكد والغصة عندنا في أيامنا السابقة وأيامنا اللاحقة؟ إلى متى تبقى أصوات الغربان تؤذن وتدعو إلى النديب حاشاكم قبل طلوع الصباح ناظرة بنظرة أبدية إلى نصف الكاس الفارغة متجاهلة النصف الملآن ؟ هل سيدور الفلك وتتحول الوجهة إلى صناعة السعادة والبهجة حتى على مستوى التعبير والسلوك؟ هل سيطلع علينا من سيفلح في زرع البسمة وفي إشاعة الموجات الإيجابية والتخلص من عقد تزيد في تعقيد حياتنا “أكثر ما هي معقدة” ؟؟

<strong>نبيل بن زكري<strong>

واقعة بسيطة وعادية حدثت في واحدة من مؤسساتنا التعليمية هذه الأيام وأسالت حبرا على مستوى المكتوب المقروء وريقا باردا على مستوى المسموع المتداول: اش قالك اش قال عليك ؟ مدير مدرسة اعدادية يرقص امام صفوف التلاميذ وينسف ما تبقى من هيبة المدرّس والمدرسة ولو سنحت لهم الفرصة لزادوا في الحبل وصلة ولاتهموه بممارسة طلبات الرشق تشجيعا للرقاص ورقصته الشهيرة… لماذا لم يقرؤاوها بشكل إيجابي ؟ ولماذا يصرون على الانتصاب واعظين ومرشدين ومفسري أحلام ومنظّري سلوكات يتصورونها سليمة وهي أبعد ما تكون عما تصوره لهم خيالاتهم السقيمة؟؟؟

الرأي عندي أن هذا المربي لم يرتكب جرما يؤاخذ عليه ولم يخرج عن حدود اللياقة ولم يسئ إلى أحد بل هو بسلوكه هذا زاد في تقريب أبنائه إليه ليبادلوه المحبة والمودة، وهو الذي شعر بهم يرتعدون من القر والبرد في درجات حرارة متدنية تجعلهم يسارعون إلى الالتحاق بمقاعدهم، يلتحمون بها ويواصلون نومة الصباح ويخيم شبح الصمت على القسم فلا نشاط ولا حيوية ولا مشاركات, أما وقد حركهم بالرقص والحركات التنشيطية فسيختلف الوضع ويعم النشاط وتنتعش الأرواح الصغيرة وتقبل على الحياة رغم قلة الإمكانيات ,

إنه يذكرني بتلك الأيام الجميلة عندما نجد معلمنا أو معلمتنا في استقبالنا صباحا مع دعوة شهيرة في البداية: “قفوا,,,اجلسوا,,,قفوا ,,, اجلسوا….” هدفها تدوير الدم وتنشيط الجسم وطرد الكسل والتثاؤب وبقايا النوم… إنه ليس ذاك الغول المخيف المرعب، إنه الأب الحنون في جديته حينا وفي سهولته حينا آخر يشكرنا عندما نجيد ويؤنبنا عندما نستحق ويقسو علينا إذا تطلب الامر، ولكنه يحنو علينا دائما بعقله الواعي وعقله الباطن …

أرأيتم ؟ الموضوع “حل الصرة تلقى خيط ” فلا هي ميوعة ولا تمييع ولا تكسير لحرف الياجور هي بيداغوجيا وقواعد وروح لا يفقه كنهها من تصور رجال التعليم مؤدبين بالعصا والفلقة، يسلطون الوعيد ويغيّبون الوعد، يمارسون الترهيب ويكرهون الترغيب، يعلمون الصغار عذاب القبر و يفقّهونهم في طرق غسل الموتى والتكفين وهم في اختصار مفيد يرغّبونهم في الموت والسواد والمداد ويبعدونهم عن الحياة,,,

سادتي فرضت علينا المسالك والتعويل كل التعويل يبقى في حسن الاختيار حتى لا نروج للجمود وللدمار والفناء واليأس من الحياة … سيدي ,اُرقصْ كما شئت واستبشر بالحياة وانقل شعورك وروحك الى تلامذتك فلن يمنعك مانع عن الفرح والضوء والنور فانت لم ترتكب جرما ولست على ضلالة، اكسر الإشاعات المغرضة التي ادعت ايقافك عن العمل وتجريدك من مسؤوليتك النبيلة ونحن معك ندعم صنع الفرح ونبدد الظلام .

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version