جور نار

“نبتدي منين الحكاية”

نشرت

في

“سلّمتنا يا قلبي ليه سلّمتنا..

لعيون خذتنا و ذوبتنا في الآهات..

و تعبتنا مع قلب عمرو ماكان لنا..

<strong>منجي شلباوي<strong>

و لا فات لنا غير بس أصعب ذكريات…”

غنّاها هاني شاكر و سلّمها لي…

سأكتفي بهذا القدر من الخسائر…

سأكتفي !

سأترك الأيام للأيام…

تلك هي كل الحكاية…

حكايتي مع الصحافة…

بدأت بنقطة لاوعي ..

و ٱنتهت بنقطة لا عودة ! …

و لأنني لم أكن لأجتاز هذا الإختيار بغير حد أدنى من الحب لمن زجّوا بي في هذا الأتون الرهيب من حريق الكلمات…

لم أستطع أن أستمر في خداع نفسي و خداع رموز ظلوا على ٱمتداد سنوات عديدة واقفين كالأشجار الوارفة شموخا و عنفوانا…

بقي قلبي يخاتلني هروبا و خديعة…

و يحرضني على التراجع ..

لكن دون جدوى…

كانت عينا حبيبتي تلاحقاني بلا هوادة تحرضني على العشق و مزيد العشق لوجه حبيبتي التي تركتني إليها…

كانت الكتابة آنذاك عملا انتحاريا و مشيا موجعا على شظايا الزجاج المكسور…

كان مجرد الالتفاف لالتقاط خطواتك و أنفاسك يكلّفك خبزك اليومي…

و مع ذلك كان بركان الصحافة يلهب كل الاتجاهات عنفوانا و كبرياء…

و كنا سعداء بذلك…

الآن…

و بعد أن نزلنا من أسطح المنازل ..

و لملمت صحافة “الرجال” جراحها…

و ودعت ضحاياها…

يقف إعلام اليوم و بدون خجل..

يستعرض سيرة القاصرات و قصص سماسرة “البوز” و أخبار أشباه المسؤولين الذين يحكمون قطاعهم كما يستعبدون نساءهم !

لم يعد لا الوقت ولا البلد يسمحان بمزيد من الخطأ و الخسائر لم يعد بإمكاننا السماح لمزيد من إحصاء العثرات و الانكسارات …

هذا الزمن لم يعد يسمح بالجلوس أو شرب قهوة أو قراءة صحيفة…

أو حتى لتقبيل أبنائك…

إنه يترك لك الوقت الكافي فقط لارتكاب الحماقات…

و مزيد الحماقات…!

إنه إعلام الماريشالات …

أصحاب الأوسمة و النياشين و البطولات الكاذبة…

كم أصبحت تقنعني حماقات هذا الميدان…

كم تحلو تونس بكاراكوز هذه الحماقات…!

تعليق واحد

صن نار

Exit mobile version