كل طغاة العالم و أغلبهم من العرب عادة ما يولدون “طبيعيين” مثلنا.. و لكن.. ما أن يكبر حجمهم السياسي يبدأ مشروعهم “الطاغوتي” في التشكّل فيتجمع حولهم الذباب، يغني لهم و يتغنّى بوسخهم…و تتجمّع حولهم كائنات طفيلية أفرزها المجتمع، كنخب و متحدثة رسمية باسمهم لتبدأ بصناعتهم، و تلميعهم، و نفخهم، و سيجدون مَن يفسح لهم الطريق… رغم اتّساع الطريق…
سيجدون مَن يضحك لحديثهم… رغم “ثقل دمهم” و “رزانتهم” …و سيجدون مَن يصفّق لقراراتهم… رغم أن أغلبها غير صالح …و سيجدون مَن يُثني حتى على ملابسهم… رغم قذارتها … و سيجدون مَن يتغنّى بعدلهم … رغم ظلمهم و قساوتهم… و من يصفق لعبقريتهم رغم تخلفهم و غبائهم…و حمقهم و عنجهيتهم… و مَن يصرخ بنفاق «الله أكبر يا شيخ»… و بعدها سينتفخ شبه الزعيم هذا و شبه المناضل، و يكبر مثل ورم سرطاني في جسد الوطن… و بعض العباد، و لا حل معه حينها سوى الاستئصال…
سادتي كفانا نفخا في العباد… كفانا وصولية و نفاقا … فلننس قاعدة كل محتال، يلزمه طماع… و كل دجال، يلزمه جاهل… و كل طاغية، يلزمه جبان… كفانا طمعا في الشيوخ الدجالين، و في زبانيتهم الأفاقين… و كفانا تبعية للدعاة الكذابين، و في تلاميذهم المتنطعين …و كفانا خوفا من الطغاة الجبّارين….و لتكن لنا فطنة المجتمعات الواعية و الحرة، التي من المستحيل أن تنتج لك طاغية… و إن حدث فهو الاستثناء …
إن الذي يدور اليوم في بلادنا من هرولة وتصفيق وتمجيد و تكبير لبعض المنافقين و المتلونين…هو مقدمة لصنع طغاة أكثر قذارة … لنكن حذرين فالمثل العربي يقول: “من فرعنك يا فرعون؟.. قال: ما اعترضت أحدا يردني”….