الامتحانات بدات و ضغط الأولياء بدا.. كل ولي يحب ولدو الأول.. كل أم تقارن في ولدها بولد صاحبتها و ولد جارتها.. حتى ال17 و ال18 لم تعد تملأ العين لا عددا و لا معدّلا.. الامتياز و لا غير الامتياز و لو بأعداد مضروبة..
هوما يعرفو ولدهم متوسط لكنهم يطيرون فرحا لما يتحصل على عشرين: كَمَن يدرك جيداً أنه مريض و الطبيب قالو أنت لاباس.. يكذّب روحو و يكذب الأعراض و الدوخة و الفشلة و يصدّق الكذبة.. بعض الأولياء يعشقون العشرين.. حتى في الإنشاء و الفلسفة: علاش موش 20..!! و لا غرابة في هذا المرض طالما أننا مازلنا نركّز على التحفيظ و العدد دون إيلاء أهمية للمعرفة و السلوك و التمكّن و استعمال المفهوم..
تلقاه حافظ كل الآيات و الأحاديث حول التعاون و جايب فيهم عشرين في التربية الإسلامية و كيف صاحبو يطلب منّو شوية طباشير ما يعطيهش باش يتعاقب.. حافظ كل ما كتب حول نظافة المحيط و بعدما ياكل كسكروت يرمي الكاغط و الساشي في الشارع.. يقول أحدهم: المدرسة هي المكان الوحيد إلي نغلطوا فيه و يصلحونا.. خارج المدرسة تغلط تخلّص كاش..
لهذا خلّوا وليداتكم يغلطوا و يتعلموا من أغلاطهم.. و العدد مجرد تقييم للعمل المُنجَز في لحظة محددة قد تؤثر فيه لحظة خوف أو ضغط أو عدم تركيز.. باختصار: خلّوا الطفل يعيش طفولتو دون أن تصبّوا فيه عُقدكم..