استبشرت كالعديد بقرار المحكمة الادارية القاضي بابطال قرار سابق حول اعفاء مجموعة من القضاة من مهامّهم …واستبشاري لم يكن كالعديد شماتة في صاحب قرار الاعفاء لانّ في ذلك شخصنة للموضوع رغم انّي من فئة الذين لم يقتنعوا يوما بصاحب القرار كأعلى هرم للسلطة منذ انتخابه سنة 2019 ..
هو بالنسبة لي “نفس مومنة” وهذا غير كاف لايّ رئيس يدير شؤون ايّ بلد …الرؤساء الافذاذ عبر التاريخ هم من يصنعون التاريخ وليسوا من يصلون ويغادرون وهم على هامش التاريخ ..نظافة اليد والصدق مفصلان هامان في مسيرة هؤلاء ولكنهما غير كافيين لادارة شؤون البلاد والارتقاء بها الى دولة لها هيبتها ونواميسها … دولة يطيب فيها العيش وتكفل لمواطنيها الكرامة والحرية والامان والبحبوحة ..هذه الاشياء تحتاج الى راع يمتلك الحكمة والحنكة …راع قد يُمهل ولكن لا يُهمل ..وهذا وحزني والمي كبيران لم يحدث كما يجب يوم 26 جويلية 2021 …وما اتى بعده يدلّ فقط على انّ صاحب قصر قرطاج نفس مومنة وبس …
قلت اذن استبشرت لقرار المحكمة الادارية لا تشفّيا في ساكن قرطاج بل هو القطرة الاولى لقضاء كما نريده ..من عاصر مثلي القضاء التونسي منذ الاستقلال الى يوم 9 اوت 2022 عاش قضاء في جلّه القضاء التابع للحاكم بامور البلد ..فلا قضاء بورقيبة ولا قضاء بن علي ولا قضاء البحيري التجأ لضميره في احكامه ..لا قضاء آمن فعليا بـ”انّ الله يامركم بالعدل والاحسان” وفي آية اخرى “واذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل”…
يا سيدي ما تامنش بربّي وذاك شأنك ..الم تقرا يوما ما قاله ابن بلدك (ابن خلدون) العدل اساس العمران ؟؟ …الم تتعرّف يوما على سيرة عمر بن الخطاب وماذا فعل لابن عمرو بن العاص عندما اعتدى على احد المتسابقين فاخضعه وهو ابن داهية العرب للقصاص ؟؟… القضاة وعلى امتداد عقود كانوا قضاة بلاط ..واليوم والمحكمة الادارية توقف تنفيذ قرار اعفاء القضاة تفتح نافذة على غد قضائي مبشّر بالعدالة ..هي البداية ولكن …. لكن مازال مازال …
نريد من هذا القضاء ان يفتح كلّ الملفات ..كلّ الملفات ..نريد الحقائق عارية ..دون ظلم لأيّ كان ..نريد معرفة من وراء كلّ الجرائم والاغتيالات والتسفير والفساد المالي والفساد السياسي … نريد فتح الملفات الاقتصادية ومن كان وراء افلاس عديد الشركات ..نريد فتح الملفات الاعلامية ومن حوّل الاعلام كوسيلة نضال وطني الى اعلام عار واعلام اجندات ..نريد فتح الملفات الثقافية ومحاسبة من دمّر جيلا كاملا بدعوى حرية التعبير فحوّل الفنّ في مجالات عديدة الى عفن ..
نريد فتح ملفات الرياضة ومحاسبة من كاد يحوّل الكورة الى نعرات جهوية وتطاحن وها نحن ونحن على ابواب موسم جديد لا نعرف بالضبط كم سيكون عدد الاندية في بطولة كرة القدم ..وها نحن ونحن على ابواب موسم جديد لا نعرف هل ومتى سيكون الدور النهائي لكرة اليد ..وها نحن ونحن على عتبات موسم جديد لا ندري مذا سيكون مصير الدور نصف نهائي الذي توقف ذات مباراة في قاعة البجاوي بصفاقس في الكرة الطائرة ..
و بهذا فقط ودائما بقضاء عادل وناجز وصارم … قضاء متاع قضاة شرفاء لاهو متاعي ولاهو متاعك ولاهو متاع هاضاكا ..بهذا فقط يمكن ان نقول بدأ القضاء يعود الى قصره … ويعود الى معدنه ويعود الى شعبه ..