إنّ في داخلي قمرًا يطفئُ اللّيلَ ليلاً …
و صبحًا يموت فينتابني
شبهُ صمتٍ يسيح صداه
يسبّح باسمي كما في السّماءِ الغيومْ
ويثارُ الغبارُ… تنطُّ الرّياح معربدةً
دفتهزّ غصونَ سمائي
لتُسقطَ أوراقَها كالنّجومْ
منهكًا، لستُ أنوي التّوقّفَ…
في رحلتي، تتهاوى المرافئُ
تُخفي المناراتُ أضواءَها
والشّراعُ الممزّقُ لم تدّخرْه رياحُ السّمومْ
لستُ أنوي التّوقّفَ بل سأظَلّ
العصيَّ على قبضة الموتِ،
ربَّ السفينة، ربّانَها
حين ينتابني القحطُ أخلع كلّ ثيابي
ثمّ أرمي بها، معها ورقُ التّين، في النّار …
أقفزُ… أُلقي بجسميَ في النّارِ حتّى التهابي
سأظلُّ أغنّي للإنسان:
“ليستِ الرّوحُ غيرَ انزياحِ الجسدْ
مثلما نُسجتْ في الزّمانِ المكانِ خيوطُ الأبدْ” …
يا النّجومُ التي علّمتْني السّهرْ
لستُ في حاجةٍ للسّماءْ
إنّ في داخلي قمرًا… نورُه سيدومْ