يحاول بعضهم وصف مولانا وتاج رأسنا وزعيمنا المفدى وكبير الرؤساء والزعماء والشيوخ والسلاطين وجهبذهم وفطحلهم والعالم العلامة مفسّر الحلم والمنامة قيس بن منصف سعيد بأنه مستبد دكتاتور…
ما هذا الهراء و”التخلويض”؟! أهكذا نحكم على من أنقذنا من براثن الجوع والتخلّف، وقبضة المنظمات المانحة، وسيطرة رأس المال، والإفلاس، وحكم الغرب والعمّ سام زوج الماما أمريكا بنت الخال جورج أورويل…عفوا واشنطن، والفوضى والشعبوية والتفرقة العنصرية والفقر، والظلم وداعش والغبراء …عفوا الإخوان وحتى “الجدعان”؟؟ لا لا هذه تخاريف الحاقدين والانتهازيين الباحثين عن جزء من كعكة الحكم وغنائمه …هذه ترهات الحاسدين لما وصله مولانا من ألق وتميّز وشعبية عالمية فاقت كل ما قد يتصوره العقل… مولانا أبعد ما يكون عن الاستبداد والدكتاتورية وستعرفون ذلك من خلال المواصفات والسمات التي يجب أن تتوفر في من يمكن وصفه أو نعته بالمستبد والدكتاتور …
فكفى بعضكم هذيانا فمولانا هو أبو الديمقراطية وراعيها وأحد أعمدتها في افريقيا والعالم العربي والبربري وحتى الروماني والاغريقي…وحتى في الصين وبعض دول العالم الأخرى وجزر الخمور…عفوا القمور…فلا تظلموا الرجل…عفوا مولانا…
من أهمّ مواصفات الدكتاتور أنه نادر وشحيح الابتسامة وبخيل في الضحك فهل مولانا بمثل ما يزعمون…لا…مولانا كثير الضحك والابتسامة فمجرّد التأمل في وجهه وملامحه تأخذك إلى عالم سعيد تشعر فيه بالبهجة وبقشعريرة تهز كيانك وترفعك إلى لا أعلم اين وتعيدك إلى أسفل…فكيف تقولون عن مولانا دكتاتورا…
الدكتاتور هو كل من يستحوذ على جميع مفاصل الحكم ولا يشرّك معه أيّا من شركائه او حتى اتباعه…فهل مولانا يفعل ذلك؟ لا…خسئتم… ماذا تقولون؟ مولانا يحكم بالشراكة وبالتوافق مع كل أتباعه ومريديه ومن أوصلوه إلى حيث هو اليوم، فهم من يقترحون عليه كل ما يأتيه وكل تعيين يقوم به…فلا تظلموا سيدنا…فمولانا يستشير حتى خصومه في كل ما يأتيه وما يفعله…خسئتم …
الدكتاتور هو من يتهم خصومه ظلما ويشيطن كل معارضيه ويصفهم بأبشع النعوت ويهددهم بالويل والثبور وعظائم الأمور في كل خطبه ومداخلاته…فهل استمعتم يوما إلى مولانا يقول كلمة سوء واحدة في خصومه…هل استمعتم يوما إلى شتيمة واحدة من مولانا في حقّ معارضيه…؟؟ كفاكم تخريفا يا هؤلاء …مولانا لم يقل يوما عيبا في خصومه بل يحاول دائما مداعبتهم بما يقوله في خطبه التي يقف كل الشعب إجلالا لسماعها ويصفّق طويلا إلى أن تدمى أكفّه من شدّة التصفيق وتثقل ألسنته من كثرة الهتاف بحياة مولانا وحكمه العادل…
الدكتاتور هو من يرفض الاعتراف باي خطأ يقع فيه فهل يفعل ذلك مولانا؟ حاشاه…مولانا يعترف يوميا بكل خطأ يأتيه ويعتذر يوميا من الشعب عن كل هفوة ولو كانت صغيرة في حجم حبّة قمح من قمح أوكرانيا الشقيقة…فلا تواصلوا هذيانكم يا حاسدين …و”عين الحسود فيها عود يا حلاوة” كما يقول نزار قباني في قصيدة “يا حاسدين الناس مالكم ومال الناس”…
الدكتاتور هم من يصف كل خصومه ومعارضيه بالفساد ويكشف ذلك في خطبه امام العموم وكل الناس…فهل أتى ذلك مولانا؟ لا…لا تكذبوا …مولانا يلاطف خصومه ملاطفة لم نر لها مثيلا في كل تاريخ الزعماء والملوك…مولانا يداعب معارضيه بكلمات تقطر عسلا وحبا وعشقا…مولانا يحب معارضيه ويعشق خصومه فهو يتغنى بخصالهم مع كل كلمة يلقيها أمام الشعب وأمام الوصيّة على اقتصاد البلاد سيّدة القصبة نجلاء فتحي…عفوا نجلاء بودن… فلا ترفعوا اصواتكم بما لا يطيب من الكلام في حقّ مولانا وتاج رأسنا ورأس “الذرية” …
الدكتاتور هو من يغضب لأتفه الأسباب ويرفع صوته ويزمجر في وجه معارضيه وخصومه وحتى من يحكمون معه…فهل رأيتم يوما مولانا يأتي كل هذا؟ ما ابلدكم…مولانا لا يغضب ولم يغضب ولن يغضب، فدمه انجليزي من ضواحي مانشستر سيتي لا يهتمّ لأي أمر ويتعامل مع كل المشاكل والملفات بدم بارد برودة طقس معتمديات “سيبيريا” في روسيا الشقيقة…فلا تتطاولوا على ديمقراطية الزعيم وجهبذ كبار علماء وبناة الدساتير …
الدكتاتور هو من يقرأ فصول الدستور حسب ما يريد ويؤوّلها متى يريد وكيف يريد وللأغراض التي يريد…فهل فعل ذلك مولانا؟ لا…لا…وألف لا…مولانا صاحب الدستور وباني الدساتير فكيف تتهمونه بالمسّ من شرف الدستور وكرامة الدستور…فمولانا هو الحافظ للدستور…والحاضن لفصوله…فهل سمعتم يوما بأن مولانا اعتدى على شرف الدستور أو هتك عرض فصل من فصول الدستور…لا …يا أغبياء…فكيف لمن تقف الدساتير أمامه إجلالا أن يفعل ذلك…ألا تخجلون…
الدكتاتور هو من يرمي بكل فشله على خصومه ومن حكموا قبله …فهل فعل ذلك مولانا؟ لا … لا بالله عليكم…مولانا يتحمّل كل مسؤولياته ويعترف بكل خطأ ارتكبه أحد أعضاء حكومته، فحتى إن أخطأ الوزير مالك الحزين… عفوا الزاهي في الليل الزاهي والقمر الزاهي وتغنى بالليل زاهي فإن مولانا يكشف ما أتاه ويعلم الشعب بما أتاه… فلا تظلموا مولانا وراعي ديمقراطيتنا…
الدكتاتور هو من يلغي كل الهيئات الدستورية ويحلّ مجلس النواب ليحكم منفردا …ويستحوذ على هيئة الانتخابات ويأمر بصياغة قانون انتخابي على مقاسه …فهل سمعتم بأمر شابه كل هذا أتاه السلطان…يا جدعان؟؟ لا… أنا على يقين انكم تعيشون هذيانا رهيبا غريبا عجيبا وتحلمون أحلاما استبدادية دكتاتورية فمن اين لكم بهذه الاتهامات…مولانا لم يفعل شيئا من كل هذا بل هو يبحث عن مجلس نيابي ديمقراطي وطني يسهر على مصالح الشعب كل الشعب…ومولانا بعيد كل البعد عن هذه التخاريف الخاطئة والهذيان غير الدستوري…فهل أنتم تفقهون أكثر من مولانا…
الدكتاتور هو من يحوّل وجهة شعبه عن كل خطأ أو أزمة تعيشها البلاد…فهل جاء مولانا يوما بأمر مثل هذا؟ لا ابدا…فمولانا لا يخاف من الأزمات وهو الذي قهر كل الأزمات وصرعها ومرّغ رأسها بالتراب… فكيف تزعمون ما تزعمون…ألا تخجلون؟؟
الدكتاتور هم من يكمّم أفواه رجال الإعلام ويمنع عنهم المعلومة ويحاكم كل من ينتقد سياساته وما يأتيه من أجل هذا الشعب…فهل فعل ذلك مولانا…لا…لا تخطئوا فإعلام البلاد يعيش أجمل سنوات عمره…يعيش عهدة العسل…فكل الأبواب مفتوحة أمامه ليتلقى المعلومة ولا أحد يمنعه من انتقاد الحكومة وأهل الحكومة وأعضاء الحكومة ومن هم مع الحكومة وأتباع مولانا وأتباع الحكومة…وولاة أمر الحكومة وأصهار الحكومة ومن يأكل من مائدة الحكومة…وموائد أنصار الحكومة…فلا تهذوا وتنتقدوا الحكومة وسلطان الحكومة…
الدكتاتور هو من يستحوذ على كل السلطات القضائية ويجعلها في خدمته وخدمة من معه…فهل أتى مولانا بأمر مشين كهذا؟ لا … أنتم تتطاولون على سلطان البلاد ومعشوق العباد…فلا شيء مما تزعمون حصل في البلاد …فكيف لمولانا أن يستحوذ على أهل القضاء وهو الذي درسهم وكان اغلبهم من طلبته…ألا تستحون بأكاذيبكم…
فجأة وصلني صوت “أم العيال” وهي تناديني “قوم وقت سحور”…ألم أقل لكم إن مولانا ليس بالدكتاتور …فهو حامي حمى الديمقراطية وحاضن فصول الدستور…فلو كان دكتاتورا لما سمح لي بهذا الحلم الخارج عن النصّ والثائر على فصول الدستور…فالدكتاتور يمنع حتى الأحلام…ويراقبها…نسيت ان اعلمكم أصدقائي أن كل ابنائي غادروا البلاد بحثا عن فرصة تسمح لهم بتحقيق أحلامهم …دامت أحلامكم ديمقراطية…