جور نار

هل أعتذر من الحمار … أم أعتذر من السياسيين؟؟

نشرت

في

قد نغضب أحيانا ونحن نعيش الأزمة منذ احدى عشرة سنة ويزيد، فننعت شخصا أو حتى صديقا، بالسوء والغباء والتخلّف وقصر النظر أو ما شابه من النعوت المخلّة بالآداب…لكن قد يتطور نعتنا ووصفنا للأشخاص ويتدرّج حسب تطوّر إنتاجهم وعملهم ..فإن تطوّر العمل نحو الأحسن فإن النعوت تتغيّر نحو الأفضل…وإن تطوّر نحو الأسوأ فإن النعوت قد تنحدر إلى أسوأ وقد ترتقي في سلّم القبح إلى ما هو أقبح…

<strong>محمد الأطرش<strong>

والغريب أننا في تونس نشترك نحن و صفاتنا في عديد النقاط…فأقبح الصفات في تونس وأشهرها هي أن تنعت شخصا بأنه شبيه الحمار او وصل إلى مرتبة الحمار…ويعتبر الحمار في تونس الشريك التاريخي والأهمّ في مسيرة هذا الشعب، فلا يمكن لأحد أن ينكر وخاصة أولئك الذين تجاوزوا سنّ الأربعين، أنهم ركبوا الحمار طولا وعرضا…وعاشوا معه أسعد لحظات طفولتهم وربما شبابهم أيضا…ومنهم من عاشره “معاشرة الأزواج” في مرحلة مراهقته وقد يشتاق إليه بعد طول غياب…ومنهم من اختبر رجولته وفحولته في الحمار…

هكذا هي قصتنا مع الحمار، عائلية وحميمية إلى حدّ المعاشرة غير الشرعية أحيانا، والتحرّش مدفوع الثمن “ركلا” إذا ما استطعنا إلى ذلك سبيلا، وربما المصاهرة وصفا وتندرا…والحمار في وطني…جبان …وروتيني ومزاجي النزعة…ولا يفكّر بل يعشق من يفكّر مكانه…فلو علمته مسلكا فلن يحيد عنه وسيسلكه حتى يموت…

ويعتبر الحمار من أرخص وسائل النقل في بلادنا قبل أن تعوّضه سيارات الأجرة…ومن أوسخها أيضا فهو لا يقدر عن الامتناع عن “التبعّر” في أي مكان …وكل الأماكن بالنسبة إليه صالحة لإلقاء فضلاته …ويعتبر الحمار أكثر الحيوانات التي ركبها ضعاف الحال في بلادنا، فالحمار هو وسيلة نقل “الزواولة” بالنسبة لأجيال بأكملها في تونس وهو أيضا صديقهم ورفيقهم و”عشيرهم” وحافظ ودّهم…

وتعتبر البرذعة كرسيا وثيرا تساعد على التمتّع بظهر الحمار، وهي من الكماليات التي تتوفر للبعض فقط …ويتميّز حمارنا …بنهيقه الرائع أحيانا، والمزعج في أغلب الأحيان، ونهيقه هذا يذكّرنا في عديد الخطب الرنانة لبعض السياسيين…كما أنه قد يغضب ويعضّ…أو يركل وقد يتسبّب في وفاة غريب يقترب منه دون أن يعرفه، أو حاول ركوبه دون إذن مسبق من خلف، فالقاعدة تقول “لا تأت الحمار من خلف أبدا فتندم على ما أتيت”…

قد يتساءل أحدكم ويقول وما دخل الحمار في مأزقنا السياسي وما نعيشه؟؟ وما دخل الحمار في ما تعانيه البلاد وكل العالم؟ وهذا مربط الحمار…عفوا الفرس…فأنا كلّما استمعت إلى خطب السياسيين تذكرت الحمار وبدأت في وصلة نهيق على مقام التكريز عفوا النكريز… ولا أعرف لماذا؟؟وكلما استمعت لخطاب الحمار عفوا نهيق الحمار تذكرت السياسيين …ولا أعرف صراحة هل أعتذر من الحمار أم أعتذر من السياسيين؟؟

                                                  

انقر للتعليق

صن نار

Exit mobile version