هل قررت الولايات المتحدة جر أوروبا الى الحرب مع روسيا؟
نشرت
قبل 3 سنوات
في
ان الاستراتيجيات الامريكية لا تعتمد العواطف أو الدفاع الحقيقي عن الديمقراطية في البلدان الصديقة أو غيرها، فهي تصرّف المناهج الديمقراطية و احترام ركائزها بناء على مصالحها الضيقة و بها تحدد علاقاتها مع اصدقائها أو اعدائها …
فتصنيف بلاد على أنها ديمقراطية أو دكتاتورية. هو انعكاس مدى هيمنة الولايات المتحدة على تلك البلاد. والتاريخ يثبت بأن جل الدكتاتوريات كانت صديقة الولايات المتحدة الامريكية أو صنيعتها. فقد تم منذ عشريتين تصنيف العراق في الخانة الاستبدادية قصد تدميره، و منذ اندلاع ما يسمى بـ “الربيع العربي”، تم تصنيف ليبيا للقضاء على القذافي “المشاغب” و ها نحن نرى النتيجة، و تقى سوريا ذات المعاملة و الهدف هو ازاحة بشار الأسد و تركيز سلطة على مقاس المصالح الامريكية … و الامثلة لا تتوقف.
في المقابل، يصنع الأمريكان رؤساء دكتاتوريين. و عند تمردهم عليها أو ظهور بوادر انهيارهم الداخلي تتخلى عنهم تحت توصيف الدكتاتورية و تزين إسقاطهم على أنه دفاع عن الديمقراطية أي وضع نظام مطيع لا يتضارب مع مصالحها. و اليوم يبدو من خلال عديد المعطيات و الضغوط المتعددة على روسيا، و جنون الاسراع بتكثيف المساعدات العسكرية لاوكرانيا و جيران روسيا، و تكديس اسلحة استراتيجية في البلدان “الصديقة ” المتاخمة لروسيا، أنها كلها محاولات لدفع الناتو و البلدان العربية الى اتون حرب مع الروس.
ورغم ان أوروبا تتوجس من هذه المخاطر و لا ترغب في الزج بها في مواجهة روسيا، فإن المبادرات المتعددة للامريكان توحي بأنهم يلحون على دفع اقطار الناتو الى جهنم . سيما ان أوروبا المسكونة بدمار و اهوال حربين عالميتين امام ولايات متحدة لم يمس اراضيها أي سوء، اذا ما استثنينا عددا من الجنود اثر احتدام المعارك خلال الحرب العالمية الثانية خاصة … كل هذا يدفع بالغربيين الى الألتزام بحدود معينة قبل إنفجار البركان وعودة احادية امريكا لخنق العالم، و حصول تحولات جيوسياسية عاصفة على حساب أوروبا خاصة. ..