هل هو سجال بين رئيس صعب المراس ونهضة مرتبكة المواقف؟
نشرت
قبل 3 سنوات
في
اضطربت مواقف حركة النهضة من الأحداث المرافقة لقرارات قيس سعيد وتلك التي جاءت لاحقة بين تنديد و محاولة جمع شتات و تجمّع امام البرلمان المجمد على أمل اكتساحه بمليونية من القواعد بكل الطرق ـ مثل العادة ـ لكن هذا الحشد المنتظر جاء مخيبا لظن قيادات النهضة.
و لم ينجح هذا المسعى حتى بمكوث السيارة الفارهة للشيخ الغنوشي الذي حاول الاتصال بعدد من قيادات النهضة لم يلب ثلاثة منهم الدعوة الافتراضية … بل برزت إثر كل ذلك شروخ جديدة صلب الحركة وغضب ضد عبد الكريم الهاروني. الذي يتحمل مسؤولية استفزاز الشعب بطلب 3000 مليار من جلده المفقر، و في ظروف نقص التجهيزات و تغول وباء كوفيد 19 و دفن يومي لعشرات الأموات … فانقسمت حركة النهضة و تعددت شقوقها و اختلافات اراءها فلم تجد بدّا من مسايرة الأحداث .
و يظهر هذا الاضطراب في تقلب التصريحات المتعددة من “انقلاب الريس على السلطة” الى “خطر الدكتاتورية على الديمقراطية إلى “مخالفة الدستور من لدن قيس سعيد”، و حتى الى محاولة الخروج إلى الشارع التنديد ..ثم انقلبت التصريحات بإتجاه “فرصة الاصلاحات التي قررها الرئيس” … وهي مواقف املتها ضرورة تكتيكية معروفة تطبيقا لمقولة معاوية : “لو بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت ..إن شدوها مددتها و إن مدوها شددتها ” …
لم يستمر. هذا الموقف كثيرا و حال انتهاء زيارة الفريق الامريكي لقصر قرطاج انتفخت البالونة مجددا، لتهاجم. قرارات الرئيس و تعود إلى لغة مخالفة الدستور و الخطر على الوحدة الوطنية!! … و رغم استقواء بعض قياديي الحركة بالامريكان بشكل صريح لا غبار عليه، لم ترشح أية استجابة أو ضغط واضح على رئيس الجمهورية. بل لم يتعدّ الأمر عبارات دبلوماسية كلاسيكية. كحرص الولايات المتحدة على الديمقراطية و عودة السلطة التشريعية بصورة سريعة ولم يتم أي تلميح أو تاويل لرجوع البرلمان المجمد أو فرض تكوين حكومة و غير ذلك …
أجاب قيس سعيد. على “سجال’النهضة. المتضارب من تصريح الى اخر كوجه من وجه الارتباك و ربما بهدف طمانة قواعدها و قياداتها التي أصابها التصدع و الاحباط. و سقوط تلك الصورة التي تم تسويقها منذ 2011 … أجاب الرئيس بأنه سيمضي قدما في قراراته، و غبي من يظن انه سيتراجع عنما اتخذه سابقا أو سيتخذه لاحقا … فالحكومة سيعلن عنها في وقتها المناسب بناء على مصلحة الشعب، ومقاومة الفساد و ضمان الحرية الكاملة للمواطنين لا مساس منها ..
كما بدا جليّا كل ما بقي اضغاث احلام و مقدمات صراع بين طرفي نزاع احدهما يتسلح بمتطلبات و أهداف شعب بدأها بانقاذه من انتشار الوباء، و آخر يتردد بين قبول و رفض اختيار ذلك الشعب. الذي لفظ منظومته دون رجعة ..