هل هي المرحلة الثانية من الحرب ضد منظومة الفساد المالي والسياسي؟
نشرت
قبل 3 سنوات
في
كما هي العادة صدح صوت الرئيس قيس سعيد بالعربية الفصحى القحة ليوغل في المعركة الثانية من حربه ضد جهات متعددة و متكاملة، أمام رعايتها و تفريخها و حمايتها من لدن منظومة ترى ان عمليات الاصلاح و محاربة الفساد و اوكار المضاربين تمثل خطرا محدقا عليها …
ردود فعلهم كانت ملتوية كحبال المشانق و مواقفهم مثل العادة لم تتغير، سريعة التاقلم مع الظرف و المرحلة ابتداء من زئير الاستئساد الى مواء الانبطاح …وكما تبين المقولة الشعبية “لا دين و لا ملة ” يلبس هؤلاء لكل حال لبوسها، و واضح أن الارتباك عمّ بين المنظومة السياسية السابقة و منظومة مافيا الفساد و التهريب، فراحت تحمي بكل الحيل ما راكمته توريدا للسلع الموازية و الفكر الاخواني وتصديرا للإرهابيين و تهريبا للعملة وابتزازا لقوت الشعب وتخزينا للمليارات.
يبدو ان المرحلة الثانية و الهامة من حرب الرئيس قيس سعيد ووراءه شعبه قد بدت طلائعها و هي تعد من اصعب المعارك التي خاضها أو أعلن عن خوضها لحدّ الآن. فتصريحاته الأخيرة المعتمدة على معلومات مفصلة من المخابرات و كل الوسائل الرقابية الأمنية و المالية بدأت تحرج رؤوسا هامة من منظومة الفشل و الفساد التي ذكرناها. و ليست فقط إشارة أو تلويحا تجاه ارباب مخازن الحديد أو غيره، بل هي خطوة تبشر بخطوات أخرى قريبا. قد تؤدي الى ايقافات أو محاكمات أو اقامات جبرية لشخصيات تعتبر نفسها فوق كل محاسبة أو متابعة قانونية ..و قد نشهد مزيدا من محاولات الهروب للنجاة من مصير حالك كم كانوا مسكونين به وهم في أعلى هرم التغول على موارد البلاد و امكانيـــــاتها …
قيس سعيد سينجز ما وعد به من ان الجميع سواسية امام القانون. و مادام يملك تحت يديه الملفات المتعددة و الإثباتات التي حصل عليها من كل المصادر، فمطلوب منه الاسراع باتخاذ الاجراءات المناسبة بوتيرة متناسقة و منسجمة مع تصريحاته لأن الوقت الضائع في هذه الحالات لن يخدم الوطن او تعهداته وصورته، بقدر ما يسمح للذئاب المفترسة و القطط السمينة الوحشية و الغربان الناعقة بالتحرك و تدبير المكائد و ردود فعل قد يمس بامن البلاد …لذا فالتعجيل باصدار مرسوم “من أين لك هذا؟” و البحث عن مصادر الاستكراش و سلب عرق الشعب و استغلال المكانة السياسية لنهب الاموال و الابتزاز بشتى الطرق، بات من أوكد الأولويات …
ترى هل ستكون هذه المرحلة تمهيدا لفتح الملفات الحارقة و تكشف الرئيس لأدق التفاصيل عنها و اتخاذ القرارات الحازمة تجاه ملفات الاغتيال و التهديدات و الجهاز السري و تسفير الإرهابيين و العلاقة مع المنظمات الارهابية والمخابرات الاجنبية الراعية للارهاب و تجميد اموال كل المنظمات الخيرية المشبوهة … كل هذا سيكون أضمن توطئة لاجراء استفتاء شعبي وانتخابات سابقة لاوانها سواء كانت تشريعية أو بلدية أو رئاسية.